أهل السنة و الجماعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهل السنة و الجماعة

(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )سورة يوسف
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شرح كتاب كشف الشبهات في التوحيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو أنس السني




المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 02/03/2010

شرح  كتاب  كشف الشبهات  في التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: شرح كتاب كشف الشبهات في التوحيد   شرح  كتاب  كشف الشبهات  في التوحيد I_icon_minitimeالخميس مارس 04, 2010 3:19 am

شرح كتاب
كشف الشبهات
في التوحيد

الشيخ
عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي

التوحيد إفراد الله بالعبادة
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم - رحمك الله - أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة،...........
افتتح الإمام الشيخ - رحمه الله - هذه الرسالة بقوله: " اعلم - رحمك الله - أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة " هذا من نصح هذا الإمام - رحمه الله - حيث دعا لطالب العلم في أول الرسالة قال: " اعلم رحمك الله " فقوله: رحمك الله، خبر، والمعنى: اعلم يا طالب العلم ! الله يرحمك، فهو يدعو لك ويعلمك، وهكذا شأن المؤمن والعالم بالخصوص ناصح لإِخوانه المسلمين في الحياة وبعد الممات. ( )
ومن ذلك ما ورد في قصة صاحب ياسين الذي قتله قومه، ثم قال:               ( ) قتلوه ما يعلمون حاله !. فقال: يا ليتهم يعلمون أني على الحق حتى يستقيموا.
قال -تعالى- عنه:              ( ) يأمرهم باتباع المرسلين.. فبلغ الله عنه وهذا مثل القراء الذين أرسلهم النبي  في بعض الغزوات ( ) إلى قوم ليعلموهم فقتلوهم، فقال النبي  " إنَّ إخوانكم لما قُتِلُوا قالوا: يا ربنا لو بلغت عنا يا ليت قومنا يعلمون بما حصل لنا، اللهم أخبر عنا نبيك" فقال الله: أنا أبلغهم عنكم، فأنـزل الله في ذلك القرآن بلغوا عنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا. فالمقصود أن الشيخ -رحمه الله- يدعو لطالب العلم بالرحمة، ويعلمه فيقول: " اعلم - رحمك الله - أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة "، يعني: أن التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنـزل به كتبه، هو إفراد الله بالعبادة. إفراد الله، أي: تخصيص الله بالعبادة، والعبادة كما عرفها.
شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
تحديد مفهوم العبادة
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال سواءً كانت باطنة كأعمال القلوب ومعتقداتها من التوَّكل، والصدق، والرغبة، والرهبة، والخوف، والرجاء، والمحبة.. أو الجوارح؛ من الصلاة والصيام والزكاة والحج، وكذلك أقوال اللسان من الذكر وتلاوة القرآن والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... كل هذه شملها اسم العبادة، اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، والله -سبحانه وتعالى- لا يرضى ولا يحب العمل إلا إذا كان موافقًا لشرعه، فكل قول وعمل يوافق شرع الله ويكون خالصًا له فالله يحبه سواء كان باطنًا أو ظاهرًا.
فالعبادة هي الأوامر والنواهي، فكل ما أمر الله به ورسوله  وجب العمل بما يستطاع منها، وكل ما نهى الله عنه أو نهى عنه رسوله  وجب ++ إخلاصًا لله وابتغاء مرضاته.
هذه هي العبادة التي يجب أن تخص الله بها دونما سواه فيخص الله بالدعاء. فلا يدعو الله ويدعو معه غيره، فإذا دعا الإنسان ربه، ودعا غيره، صار مشركًا ويخصّ الله بالصلاة فلا يصلي لله ويصلي لغيره. ويخص الله بالصلاة، ويخص الله بالزكاة، يخص الله بالحج، ويخص الله بالذبح، ويخص الله بالنذر.
هذا هو التوحيد الذي خلق الله الخلق من أجله، قال الله تعالى:                    ( ).
توحيد الألوهية يستلزم توحيد الربوبية:
وإذا وحَّد العبد الله في عبادته، ففي ضمن ذلك توحيد في ربوبيته وأسمائه وصفاته؛ لأنَّ من عَبَدَ الله، ففي ذلك اعترافه بأنه هو الرب النافع الضار الذي يقدر على إيصال النفع إليه، وهذا هو معنى قول العلماء: توحيد الألوهية متضمنٌ توحيد الربوبية، معنى متضمن: أي أنه داخل في ضمنه.
فلولا أن العبد يعتقد أن الله هو الرب، وأنه النافع، وأنه الضار، وأنه الذي يوصل إليه النفع ويدفع عنه الضر، لما عبده، فلما عبده دلَّ على اعترافه بربوبيته وأسمائه وصفاته بخلاف توحيد الربوبية فإنه يستلزم توحيد الألوهية، ومعنى يستلزم يعني: يستدعيه ويقتضيه ويوجبه.
فمن اعترف أن الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي، لزمه أن يعبد الله لكن ما كل أحد يلتزم بما لزمه، ولهذا فقد اعترف المشركون بتوحيد الربوبية، لكن ما التزموا بتوحيد العبادة.
وإن كان لازمًا لهم، فتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية، ومعه++ ويستلزمه، يعني: يدل عليه ويوجبه ويقتضيه مثل التوبة تستلزم التائب لكن التوبة غير التائب، ومثل الولادة تستلزم والد وولد، والوالد يستلزم ولد، لكن الولد غير الوالد وهكذا.
فالشيخ - رحمه الله - يقول: " اعلم أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة " يعني: التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنـزل به الكتب. هو إفراد وتخصيص الله بالعبادة. وهي العبادة التي جاء بها الشرع، بأن جاءت في كتاب الله وسنة رسوله .
ومعنى تخصيص الله بالعبادة: تخصيص الله بالصلاة مثلا، فلا يصلي لله ويصلي لغيره. تخصيص الله بالزكاة، تخصيص الله بالحج، تخصيص الله بتلاوة القرآن، تخصيص الله بالذكر، تخصيص الله بالتوكل والرغبة والرهبة، فجميع أنواع العبادة يخص الله بها وهي التي جاء بها الشرع.
التوحيد رسالة الرسل جميعًا
وهو دين الرسل، الذي أرسلهم الله به إلى عباده.........
التوحيد هو " دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده ": الرسل كلهم جاءوا بالتوحيد، ودينهم الإسلام.
كل الرسل أولهم نوح وقبله آدم - عليه السلام - وآخرهم نبينا محمد  دينهم الإسلام. قال الله -تعالى- عن نوح:               •                                          ( ).
وقال عن إبراهيم - عليه السلام -:              ( ) وقال عن يعقوب - عليه السلام -:        •            ( ) وقال عن أنبياء بني إسرائيل الذين يحكمون بالتوراة:    •    ( ) وقال عن بلقيس لما أسلمت:          ( ).
فالإسلام دين الأنبياء جميعًا، قال تعالى:   •                •    ( ).
فهو - عليه الصلاة والسلام - أول المسلمين من هذه الأمة، فالإسلام دين الرسل جميعًا بمعناه العام الدين لله. قال تعالى:    •                 ( ) وقال تعالى:                   ( ).
وقال تعالى:                  ( ) وقال تعالى:                  ( ).
كل الرسل أُمِرُوا بتوحيد الله وإخلاص العبادة له، كل الرسل نُهوا عن الشرك، كل الرسل أمروا أقوامهم بأن يصدقوا الرسل، وبأن يعظموا الأوامر والنواهي.
فالإسلام دين الرسل جميعًا، وهو: توحيد الله والإخلاص له، والإيمان بكل رسول، وتعظيم الأوامر والنواهي في كل شريعة.
أما الشرائع، فإنها تختلف من شريعة لأخرى كما قال الله تعالى:         ( ).
اختلاف الشرائع وأصل الدين واحد:
فالشرائع تختلف !. ففي شريعة التوراة مثلا: يجب القصاص وهو قتل القاتل فقط وليس هناك دية ولا عفو، وفي شريعة الإنجيل شريعة عيسى - عليه السلام - يجب العفو. ولهذا جاء في الإنجيل: " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر "، أما في شريعتنا فهي أكمل الشرائع؛ إذ صار ولي القتيل مخيَّرٌ بين القصاص وبين العفو إلى الدية، وبين العفو مجانًا، فالشرائع تختلف: ففي شريعة يعقوب - عليه السلام - مثلا - جواز الجمع بين الأختين، وفي شريعتنا المنع من ذلك.
فالشرائع تختلف من أمة إلى أمة، والله -سبحانه وتعالى- يشرع لكل نبي ما يناسب أحواله وأحوال أمته، لكن دين الأنبياء واحد، وهو التوحيد، وهو الإسلام، وهو توحيد الله، وإخلاص الدين له والتحذير من الشرك، وتعظيم الأوامر والنواهي، والإيمان بكل نبي، فدين الإسلام في زمن نوح - عليه السلام - هو توحيد الله والبعد عن الشرك وتعظيم الأوامر والنواهي، وطاعة نوح فيما جاء به من الشريعة، والإسلام في زمن هود -عليه السلام - هو توحيد الله وترك الشرك وتعظيم الأوامر والنواهي وتصديق هود والعمل بالشريعة التي جاء بها، والإسلام في زمن صالح -عليه السلام- هو توحيد الله وترك الإشراك به وتعظيم الأوامر والنواهي والعمل بالشريعة التي جاء بها صالح، والإسلام في زمن موسى -عليه السلام- هو توحيد الله وترك الإشراك به وتعظيم الأوامر والنواهي والعمل بالشريعة التي جاء بها موسى.
والإسلام في زمن عيسى -عليه السلام- هو توحيد الله وترك الإشراك وتعظيم الأوامر والنواهي وتصديق الأنبياء والعمل بما جاء به عيسى -عليه السلام- من الشريعة، ثم لما بعث الله نبينا محمدًا  صارت شريعته خاتمة الشرائع ونسخت جميع الشرائع السابقة لها.
فالإِسلام بمعناه الخاص هو: توحيد الله، وترك الإشراك به، والتصديق برسالة محمد  العمل بشريعته، وتعظيم أوامر الله ونواهيه، واعتقاد أن شريعة نبينا محمد  شريعة عامة للثقلين الجن والإِنس باقية إلى يوم القيامة، وأنه خاتم الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، وأنه لا نبي بعده.
فالتوحيد هو دين الأنبياء جميعًا.
إزالة الطواغيت عمل جميع الرسل
فأولهم نوح - عليه السلام - أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين: وَدّ، وسُواع، ويغوثَ، ويعوقَ، ونسر، وآخر الرسل محمد  وهو الذي كسَّر صور هؤلاء الصالحين،......
يبين - رحمه الله - أن التوحيد هو دين نوح -عليه السلام-، ودين محمد  ودين الأنبياء الذين بينهما.
فنوحٌ -عليه السلام- أرسله الله يكسر الأصنام ودًا وسواعًا ويغوث ويعوقَ ونسرًا، هذه أسماء أصنام في زمن نوح -عليه السلام- وأصلها كانت أسماء رجال صالحين، في زمن نوح -عليه السلام- ثم ماتوا، فحزنوا عليهم، فقالوا: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة. فصوَّرُوهم وغلوا في قبورهم لصلاحهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم من دون الله فدبَّ الشيطان ( ) إلى أحفادهم وقال: إنَّمَا صور آباؤكم هذه الصور؛ لأنَّهم يدعونهم ويستسقون بهم المطر، فعبدوهم كما ثبت هذا في صحيح البخاري ( ) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " كانت هذه الأسماء ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أسماء رجال صالحين من قوم نوح ( ) فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ".
وقد ثبت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قول الله تعالى:    ••  •     ( ) قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التوحيد والإسلام، ثم حدث الشرك في قوم نوح " ( ).
فإذًا أول ما وقع الشرك في قوم نوح. ولهذا كان نوح - عليه السلام - أول رسول بعثه الله إلى الأرض - يعني بعد وقوع الشرك - وإلا فقد سبقه أنبياء شيث وآدم. آدمٌ نبي، مكلم كما ثبت في الحديث ( ) نبي إلى نبيه. وشيث كذلك، ولكن ما وقع الشرك في زمن آدم ولا في زمن شيث. ونوح أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض بعد وقع الشرك وأول رسول بُعِثَ إلى نبيه وغير بنيه بخلاف آدم - عليه السلام - ما بعث إلا إلى بنيه.
فأول الأنبياء كسر هذه الأصنام ودًا، وسواعًا، ويغوث، ويعوق، بعث للنهي عنها، ثم انتقلت هذه الأصنام نفسها إلى العرب قبيل بعثة النبي . ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، انتقلت إلى الغرب، كما ذكر ابن عباس كل قبيلة أخذت صنمًا. قال: " فكان ود لكلب بدومة الجندل، وكان سواع نبي غطيف بن مراد، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لذي الكلاع من حمير " ( ).
واختلف في كيفية انتقالها، فقيل: إنه لما جاء الطوفان الذي أهلك الله به قوم نوح، سفت الريح على هذه الأصنام فنقلتها حتى أوصلها إلى جدة وسفت عليها الريح، ثم بعد ذلك لما كثر الكهان قبيل بعثة النبي  استخرجوها قال بعض الكهان: لما جاءه رَئِيُّه من الجن وقال له كذا وكذا، وأتاه بسجع كسجع الكهان، وقال في آخره: ائْتِ جدة تجد أصنامًا مُعَدَّة، فاستخرجها ولا تهب، وادع العرب إلى عبادتها تجب " ( ).
فجاء واستخرجها وقيل: إن هذه الأصنام ليست هي تلك الأصنام، ولكنها أصنام صورت وجعلت على اسمها، فالمقصود أن نوحًا - عليه السلام - بُعِثَ لتكسير هذه الأصنام والنهي عنها، ومحمد  آخر الأنبياء وآخر الرسل هو الذي كسَّر هذه الأصنام ودًا وسواعًا ويغوث ويعوق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح كتاب كشف الشبهات في التوحيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح كتاب التوحيد ل عبد الكريم الخضير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهل السنة و الجماعة  :: الفئة الأولى :: منبر العقيدة و التوحيد-
انتقل الى: