حسن البنا وسيد قطب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............................... أما بعد ،،،
فإن حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين التي أنشأها بمصر وبالتحديد بالإسماعيلية عام 1347 هـ واستمرت هذه الجماعة في النمو والازدياد إلى أن صار عدد أتباعه عند وفاته ما يقرب من نصف مليون ، كما في الإعلام للزركلي.
وقد كثر أتباع هذه الجماعة بعد وفاته حتى في عامة الدول العربية لا سيما في حياة مرشدها الثالث عمر التلمساني .
وقد صار لها تأثير على كثير من الشباب المتحمس لدينه ونضموا قصائد منشودة في الثناء على حسن البنا ، واشتهر عند أصحابه باسم الإمام الشهيد ، بل وحتى في مناهج بلاد التوحيد ( السعودية ) ثناء عليه وتسميته بالمجدد كما في كتاب القراءة للصف السادس الابتدائي إذ سموه مجدداً وقرنوه بالإمام المصلح الموحد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – كما في موضوع ( أمة عظيمة ) ؛ لأجل هذا وغيره أحببت التعريف بعقيدته ومنهجه ؛ ليعرف السني السلفي حال الرجل ومنهجه ليقيم معه عقيدة الحب والبغض في الله . وليكن حذراً من أخطائه العقدية والمنهجية :
1- أنه صوفي . قال في مذكرات الدعوة والداعية ص 24: " وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة ا. وقال ص28: كانت أيام دمنهور … أيام استغراق في عاطفة التصوف … ، كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ا.هـ
2- يعظم المزارات ويحتفل بالموالد ويردد فيها أبياتاً شركية . قال في مذكرة الدعوة والداعية ص30: كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهود ، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور ، فكنا ـ أحياناً ـ نزور دسوقي ا.هـ وكان يردد أبياتاً منها:
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى
كما ذكره عبدالرحمن البنا في كتاب " حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه " لمؤلفه جابر رزق ص71-72.
3- ضعف قيامه بعقيدة الولاء والبراء وذلك يتمثل في أمرين :
أ / جعله النصارى إخواناً له فقد قال: مما هو معلوم عند جماعة الإخوان المسلمين أنهم يدعون ويتصدرون الدعوة إلى الحكم بالقرآن الكريم ، وهذا القضية ولا شك تثير بعض الخوف والشكوك عند إخواننا المسيحيين ا.هـ. راجع كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية " لعباس السيسي ص120 .
ب/ ذكره أن عداوتنا مع اليهود ليست دينية ، وإنما لأجل الأرض وأن الدين لا يعادي أحداً . قال حسن البنا: " إن خصومتنا لليهود ليست دينيّة ، لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم "(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1/409 لمؤلفه محمود عبدالحليم ).
4- عقيدته في الأسماء والصفات شر عقائد أهل البدع في هذا الباب وهو التفويض .
5- لا يعرف الشرك لذا جعله من جملة الكبائر فقال في الوصايا وصية رقم (14): وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداءهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة اهـ. علماً أن هذا النص الوحيد الذي يردده بعض أصحابه ليثبت أن حسناً البنا داعية توحيد . ومع كونه النص الوحيد من رجل يعيش في أرض كثر فيها الشرك الأكبر إلا أنه يدل على عدم معرفته بالشرك .
6- ليس داعية توحيد . فليست له كلمات في الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك الأكبر ، بل لما قام في المسجد الذي به قبر السيدة زينب – كما يقولون – لم يدعو إلى التوحيد ونبذ الشرك الذي يمارس عند قبرها ليل نهار قال عباس السيسي في كتابه (قافلة الإخوان المسلمون(1/192): كلمة الأستاذ المرشد العالم في حفل الهجرة بالسيدة زينب جاء في كلمات الأستاذ المرشد العام في هذا الحفل ما يلي: "لهذه المناسبة أيها الإخوة أنصح لكم نصيحة مخلصة أشدد عليكم في رعايتها وهي أن تطهروا قلوبكم وتصفوا سرائركم عمن نال منكم أو أساء إليكم، فوالله إني لضنين بهذه القلوب التي لا تعرف إلا معاني الحب في الله ولم تسعد إلا بمشاعر الأخوة الحقة الصادقة، أضن بهذه القلوب الطاهرة أن تلوث بحقد أو تشوه ببغضاء، وتنال من صفائها خصومة، إن الدين حب وبغض، ذلك حق من الإيمان أن نحب في الله ونبغض في الله، ولكن ما أشد أن نقهر على كره من نحب، إن الإيمان حب وبغض، فأحبوا لأنكم بالحب تسعدون، وبهذه العاطفة تجتمعون وعلى هذه المشاعر وبها ترتبطون، فلا تحرموا قلوبكم نعمة الحب في الله تعالى ولا تحرموها شعور الحب الطاهر البرئ، وادخروا حجر البغض وثورة الغضب لساعة آتية قريبة نلقى فيها خصومنا، ولست أعني خصومنا في الداخل، فليس لنا في الداخل خصوم ولله الحمد، وإن كانوا فهم غثاء كغثاء السيل سيجرفهم الطوفان، فإما ساروا وإما غاروا، أما كلمة الجهاد فعاطفة ملتهبة ومعاني الجهاد مُثُلٌ حية باقية تتجه إليها قلوب أبناء هذه الأمة التي ظلمت واعتدى على حرياتها وحقوقها وأحيط بها من كل مكان". ا.هـ
لذا ترى أصحابه من المرشدين لجماعة الإخوان قد تلطخوا – أيضاً – بأدران الشرك ، ومنهم المرشد الثالث عمر التلمساني الذي قال في كتابه " شهيد المحراب عمر بن الخطاب ": قال البعض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم إذا جاؤوه حياً فقط، ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد .. ولذا أراني أميل إلى الآخذ بالرأي القائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر حياً وميتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم .. فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء و اللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة و الدعاء فيها عند الشدائد ، وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء ا.هـ ، ومنهم مرشد الإخوان المسلمين في سوريا مصطفى السباعي الذي قال عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زاره بالمدينة:
يا سيدي يا حبيـب الله جئـت إلـى ....... أعتاب بابك أشكو البرح مـن سقمي
يا سيدي قد تمادى السقـم في جسدي ..... من شـدة السقـم لم أغفـل ولم أنم
(مجلة ( حضارة الإسلام) عدد خاص بمناسبة وفاة مصطفى السباعي رحمه الله ص: 562-563)
7- أنه من دعاة التقريب بين السنة وسابة الصحابة ، وفي كتاب ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام صـ 78: وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة . كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م . وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ) ( طـ1 – الاعتصام –صـ32) ينقل عن روبير جاكسون قوله: ولو طال عمر هذا الرجل ( يقصد حسن البنا ) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال ا.هـ . وعلى هذا المنهج سارت الجماعة من بعده .
8- أنه صاحب تنظيمات سرية وعسكرية ، وقد قامت الجماعة في حياته بعدة جرائم واغتيالات وتفجيرات من ذلك: أنه قام رئيس النظام الخاص ( وهو تنظيم سري عسكري خصص لأعمال الجهاد في سبيل الإسلام على حد تعبير مؤلف كتاب " حقيقة التنظيم الخاص " وهو من كتاب الإخوان المسلمين:محمود الصباغ ) ومعه رجلان لاغتيال القاضي الخازندار بك بتهمة أنه لم يحكم في قضايا بما يريدون ، وأنه حكم على مجموعة شباب قاموا بإلقاء قنبلة على الإنجليز بالسجن عشر سنوات ، ومنهم أناس من الإخوان المسلمين ، والذين قاموا بقتل ( الخازندار بك ) رئيس النظام الخاص يومئذ عبدالرحمن السندي ورجلان معه من النظام الخاص ( راجع كتاب " حقيقة النظام الخاص " ص255 – 259 )، ولهم بيعة في التنظيم العسكري .
9- أنه ينطلق هو وجماعته من قاعدة " نتعاون فيما اتفقنا ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا " وهذه القاعدة لو نطق به سني سلفي لحملت على الإعذار في المسائل التي يسوغ الخلاف فيها كأكثر المسائل الفقهية ، أما وأنها من مثل حسن البنا الذي طبقها مع سبابة الصحابة فإنها على عمومها ويدخل فيها ما لا يسوغ الخلاف معهم ، وهذه القاعدة تهدم معتقد السلف في التعامل مع المخالف من أهل البدع ، فلا بارك الله في قاعدة تهدم ما أقامه السلف وتبنوه ودعوا إليه . وعلى هذه القاعدة سارت جماعة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها حتى إن أحد المتخصصين في العقيدة من أبناء بلادنا قد قال في مقال له نشر في الرسالة الملحق بجريدة المدينة في آخر جمعة من شهر شعبان لعام 1424هـ : لا أرى بأساً بإقامة المدارس الخاصة بمن يسبون الصحابة ويدرسون فيها كتبهم !! ا.هـ كيف لا بأس بدراسة الكفر؟! قاتل الله الحزبية ما أشد هدمها للإسلام والسنة !!
10- أنه متأثر بجمال الدين الأفغاني الشيعي ، ومدرسته التي منها محمد عبده ، لذا أثنى على هذه المدرسة الماسونية وتأثر بها في عدة أمور ( التنظيم السري ، الباطنية ، التقية بإظهار خلاف ما يعتقد لمصلحة الدعوة ، الاشتغال بالسياسة ، التجميع بين الطوائف كلها سنيها ومبتدعها بل وحتى مع الكفار ) راجع للاستزادة عن حال جمال الدين الأفغاني ومدى تأثر حسن البنا به أوائل كتاب " الإخوان المسلمون في ميزان الإسلام " .
سيد قطب
هو مؤلف كتاب " في ظلال القرآن " و " العدالة الإجتماعية " و " معالم في الطريق " وغيرها .
وقبل أن أبين عقيدته ومنهجه يتساءل كثير لماذا كثرة الطعن فيه والتحذير منه ومن كتبه مع أن أهل البدع كثيرون فيقال: لأوجه منها:
1- أن له حزباً يدافعون عنه ويؤزون غيرهم للدفاع عنه - بحسن نية - فهو مرجع التنظيم السري في السعودية قال علي عشماوي في كتابه " التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ص103-104 وهو يتحدث عن خطاب سري بعثه إخوان السعودية: أخذت الخطاب وذهبت للأستاذ سيد قطب ، وطلبت منه مقابلته دون موعد سابق وقابلني ، وقرأ الخطاب وأبدى إعجابه الشديد بالإخوة في السعودية، وقال: إن هذا دليل على أنهم منظمون جداً وأنهم على كفاءة عالية من العمل ا.هـ وقد ذكر علي عشماوي أن مناعاً القطان هو رئيس جماعة الإخوان المسلمين في السعودية .
وحقاً كم يكون القدح في معتقد المخالفين ولا نرى أناساً يتعصبون لهم ، وإنما يستثبتون عن صحة ما ذكر لهم ، ثم يقرون خلافاً لسيد قطب ، فإنهم يستميتون في الدفاع عنه .
2- أنه يكثر انتشار كتبه بين الشباب المتحمس قليل البضاعة في العلم .
3- أنه صاحب فكر ثوري تهييجي – كما سيأتي بيانه – فيتأثر به الشباب المتحمس لدينه والمليء فتوة وتضحية .
وبعد هذا فإليك بيان شيء من أخطائه العقدية والمنهجية :
أ- أنه قدح في موسى عليه السلام فقال في كتاب " التصوير الفني في القرآن " ص152: لنأخذ موسى إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج ا.هـ
ب- أنه سب الصحابة الكرام فقال في معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص في كتاب " كتب وشخصيات ص242": وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل ا.هـ
ت- أنه يكفر المجتمع المسلم حكاماً ومحكومين فقال في ظلال القرآن (2/1057): لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله . فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، وإلى جور الأديان ، ونكصت عن لا إله إلا الله – ثم قال – إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله ، وتخلص له الولاء .. البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات " لا إله إلا الله " بلا مدلول ولا واقع .. وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد – من بعد ما تبين لهم الهدى – ومن بعد أن كانوا في دين الله !ا.هـ
ث- أنه ثوري ويؤيد فكر الثورة فقال في العدالة الاجتماعية ص160: وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحق والباطل ، والخير والشر . ولكن لابد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ، ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام ا.هـ وقال في الظلال (3/1451): وإقامة حكومة مؤسسة على قواعد الإسلام في مكانها ، واستبدالها بها .. وهذه المهمة .. مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصر في قطر دون قطر ، بل مما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الإنقلاب الشامل في جميع المعمورة . هذه غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره ، إلا أنه لا مندوحة للمسلمين وأعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها ا.هـ
ج- أنه قد ثبت عليه التخطيط للاغتيالات والتفجيرات بإقراره وانتهى الأمر بسجنه ومحاكمته وشنقه لاعترافه بالتآمر لقتل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وثلاثة من كبار المسؤولين وتفجير محطة الكهرباء ونسف بعض الجسور دفاعاً عن الحزب وأعضائه ) كما يقول في مذكرة التحقيق التي نشرها أنصاره في العدد الثاني وما بعده من جريدة( المسلمون ) وطبعها أنصاره في ( الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ) ضمن سلسلة كتاب الشرق الأوسط بعنوان ( لماذا أعدموني ) ص50-61 .
وهذا يكذب الفرية التي يتناقلها أصحابه من أن سبب قتله رفضه كتابة اعتذار لجمال عبدالناصر ، وقول إن السبابة التي تشهد أن لا إله إلا الله ترفض أن تكتب اعتذاراً . قال الشيخ سعد الحصين في كتاب "فكر سيد قطب بين رأيين " ص20: فلم يكن من سبل العلم والتحقيق أن يردد الشيخ بكر في رسالته ( المفترى عليه نشرها ) إشاعة لا يعرف مصدرها ، من أنه طلب من سيد أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار فقال: إن إصبعاً أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها ... أو نحو ذلك ا.هـ ص14 ، وبخاصة إذا رويت هذه الإشاعة في معرض المطالبة بالتغاضي عن زلات من رويت عنه ، وليس من عادة المحاكم العسكرية والأمنية طلب الاعتذار ممن اعترف بالتخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعدد من كبار الموظفين ، ونسف محطة الكهرباء ، وعدد من المنشآت في العاصمة وإن أسماه سيد رحمه الله دفاعاً عن النفس . " لماذا أعدموني " ص50-61 ا.هـ
* خطأ من ظن الفرق بين الإخوان المسلمين البنائين والقطبيين:
تقدم أن كلاً منهما يرى الاغتيالات والتفجيرات إلا أن سيد قطب صدع بها علانية ودعا إليها واشتد في تكفير المجتمعات المحكومين زيادة على الحكام . أما حسن البنا فكان له وجهان لأجل مصلحة الدعوة ، وهكذا البنائيون من بعده ؛ لذا يتسللون رويداً رويداً ليستولوا على مناصب رفيعة في الدولة التي يعيشون فيها فيخدمون حزبهم من هذه المناصب ، إلا أن من حفظ الله لدينه أن كثيراً منهم لا كلهم إذا وصلوا إلى مناصب رفيعة مؤثرة آثر هذا المنصب على رغبات حزبه فصار رجل دولة يعمل للحفاظ على منصبه ومكانته .
* فتاوى العلماء في سيد قطب :
قال سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله – لما قرئ عليه كلام سيد قطب في معاوية وعمرو بن العاص ::كلام قبيح !! هذا كلام قبيح سب لمعاوية وسب لعمرو بن العاص ؛ كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر. معاوية وعمرو ومن معهما مجتهدون أخطأوا . والمجتهدون إذا أخطأوا فالله يعفوا عنا وعنهم).
قال السائل: قوله: (إن فيهما نفاقاً) أليس تكفيراً ؟ قال الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -: (هذا خطأ وغلط لا يكون كفرا ؛ فإن سبه لبعض الصحابة، أو واحد من الصحابة منكرٌ وفسق يستحق أن يؤدب عليه - نسأل الله العافية - ولكن إذا سب الأكثر أو فسقهم يرتد لأنهم حملة الشرع. إذا سبهم معناه قدح في الشرع.
قال السائل: ألا ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام ؟ قال سماحة الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -: ينبغي أن تمزق. (شرح رياض الصالحين لسماحته بتاريخ يوم الأحد 18/7/1416).
فتوى العلامة المحدث / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معلقاً على خاتمة كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" : كل ما رددته على سيد قطب حقٌ صوابٌ، ومنه يتبين لكل قارئ على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه. فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام). المرجع: (من ورقة بخط الشيخ الألباني رحمه الله كتبها في آخر حياته صورته في كتاب العواصم ).
فتوى العلامة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين: (- أثابكم الله - أرجو إجابتي على هذا السؤال: إننا نعلم الكثير من تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه عنه، وقد سمعته من أحد طلبة العلم مؤخراً ولم أقتنع بذلك ؛ فقد قال: إن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود. وطبعاً هذا كفر صريح، فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود ؟ أرجو الإجابة جزاكم الله خيراً.
قال الشيخ محمد: (مطالعتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل، لكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "ظلال القرآن"، كتبوا ملاحظات عليه، مثـل ما كتبـه الشيـخ عبد الله الدويش - رحمه الله - وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات عليه ؛ على سيد قطب في التفسير وفي غيره. فمن أحب أن يراجعها فليراجعها). من شريط "اللقاء المفتوح الثاني بين الشيخين العثيمين والمدخلي بجده"، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421).
فتوى أخرى للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
قال السائل: ما هو قول سماحتكم في رجل ينصحُ الشباب السُّنِّيّ بقراءة كتب سيد قطب، ويخص منها: "في ظلال القرآن" و "معالم على الطريق" و "لماذا أعدموني" دون أن ينبه على الأخطاء والضلالات الموجودة في هذه الكتب ؟
فقال الشيخ ابن عثيمين - حفظه الله -: ( أنا قولي - بارك الله فيك - أن من كان ناصحاً لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين، أما تفسير سيد قطب - رحمه الله - ففيه طوام - لكن نرجو الله أن يعفو عنه - فيه طوام: كتفسيره للاستواء ، وتفسيره سورة "قل هو الله أحد"، وكذلك وصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به) . ( شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421) .
فتوى العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عن قراءة كتاب "ظلال القرآن" ؟ فقال: (وقراءة الظلال فيها نظر لأن الظلال يشتمل على أشياء فيها نظر كثير، وكوننا نربط الشباب بالظلال ويأخذون ما فيه من أفكار هي محل نظر. هذا قد يكون له مردود سيئ على أفكار الشباب. فيه تفسير ابن كثير، وفيه تفاسير علماء السلف الكثيرة وفيها غنى عن مثل هذا التفسير. وهو في الحقيقة ليس تفسيراً، وإنما كتاب يبحث بالمعنى الإجمالي للسور، أو في القرآن بوجه عام. فهو ليس تفسيراً بالمعنى الذي يعرفه العلماء من قديم الزمان ؛ أنه شرح معاني القرآن بالآثار، وبيان ما فيها من أسرار لغوية وبلاغية، وما فيها من أحكام شرعية. وقبل ذلك كله بيان مراد الله - سبحانه وتعالى - من الآيات والسور. أما "ظلال القرآن" فهو تفسير مجمل نستطيع أن نسميه تفسيراً موضوعياً فهو من التفسير الموضوعي المعروف في هذا العصر، لكنه لا يُعتَمد عليه لما فيه من الصوفيات، وما فيه من التعابير التي لا تليق بالقرآن مثل وصف القرآن بالموسيقى والإيقاعات، وأيضاً هو لا يعنى بتوحيد الألوهية، وإنما يعنى في الغالب بتوحيد الربوبية وإن ذكر شيئاً من الألوهية فإنما يركز على توحيد الحاكمية، والحاكمية لاشك أنها نوع من الألوهية لكن ليست ] وحدها ] هي الألوهية المطلوبة، ] وهو يوؤل الصفات على طريقة أهل الضلال ]. والكتاب لا يجعل في صف ابن كثير وغيره من كتب التفسير. هذا الذي أراه ولو اختير من كتب السلف، ومن الكتب المعنية بالعقيدة والمعنية بتفسير القرآن والمعنية بالأحكام الشرعية لكان هذا أنسب للشباب. ( شريط مجموع ما قاله ابن باز حول نصيحته العامة - لقاء مع فضيلته - مكة المكرمة - 9/8/1412 ثم صححه الشيخ) .
( راجع كتاب " براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة " للشيخ عصام السناني ، فإن به الفتاوى موثقة )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد العزيز بن ريس الريس