السائل : بدي يا أخي – يعني – تعطيني رأي الشرع في حلق الذقون ؟ يعني حلق الذقن : هل يا ترى – يعني – بيجوز لهم في الشرع حلق الذقن أو لا ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : لا يجوز .
السائل : لا يجوز ، قطعاً ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : لا يجوز قطعاً وباتفاق الأئمة الأربعة .
السائل : ما معنى التنمص في الحديث : ( لعن الله النامصة والمتنمصة ) ؟ التنمص : هو شيل الشعر اللي على .. فوق الذقن أو خلفه أو كيف ؟ [ وسؤاله غير واضح ] .
الشيخ الألباني رحمه الله : في كل مكان في الحاجب , الوجنتين , الوجه ، [ هنا الشيخ يسأل عن الوقت ، لم انقله ] كل شيء ، الرسول صلى الله عليه وسلم ما أذن فيه بالنمص ، بس , أنتوا تعرفوا أظن أن نتف الإبط من الفطرة ، فنتف الإبط سنة لكن نتف الحاجبين ، نتف الوجنتين ، نتف اللحية , حلقها حرام ، فنتفها حرام ، فلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات والفالجات ـ ختم الحديث بقوله ـ المغيرات لخلق الله للحسن ) فكل شيء يفعله المسلم تزيناً وتجملاً مخالفاً فيه سنة الرسول عليه السلام فهو داخل في هذا الحديث ، وبخاصة أنه اللحية فيه أحاديث كثيرة جداً : ( حفوا الشارب , وأعفوا اللحى ، خالفوا اليهود والنصارى ) في رواية : ( خالفوا المجوس ) بعدين : ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) في الحقيقة – يا أخواننا المسلمين – نحن عشنا زمن استعمرنا الكافر ، هون الانجليز وهونيك [ هونيك = هناك ] فرنسا وما أدري ، ولندن ... إلى آخره ، هدولي لما دخلوا البلاد الإسلامية أدخلوا إليها عاداتهم وتقاليدهم وأزياءهم ، فانطبع جماهير المسلمين بهذه المخازي كلها ، وبخاصة انه نحن وُجِدنا في آخر زمان بعيدين عن علم الإسلام , بعيدين عن التربية الإسلامية ، فما كان فيه عندنا مناعة أنه نقاوم هالتقاليد التي جاء بها الكافر إلى بلادنا , وخرج الكافر إلى حيث لا رجعة , لكن خلَّف ثقافته , خلَّف عاداته وتقاليده كما نشاهدها اليوم ، وإن كان اليوم الحمد لله فيه صحوة فيه فيئة [ فيئة = إفاقة ] فيه نهضة بلا شك ، لكن كما يقال : أول الغيث قطر ثم ينهمر ، يأتي بخير إن شاء الله ويكثر ، نحن أدركنا طلاب العلم بدمشق يحطوا عمامة يسموها عندنا ( لمليك ) [ وهي غير واضحة ] ، يعني : صفراء بس لها وضعيتها الخاصة ، طلاب العلم كلهم حليقين ، وشعارهم : اللفة الصفراء ، مع أنه اللفة هذه ما لها أصل في الشريعة ، بينما اللحية المذاهب الأربعة وغير الأربعة ، آمرين فيها والأحاديث – كما ذكرنا بعضها – ما لها قيمة عندهم إطلاقاً ، بس هذا الشعار لطالب العلم ، فانعكس الموضوع اليوم ، اليوم تلاقي شباب ما هم بطلاب علم ـ مثل ما أنتم شايفين ـ ملتحين ، شو السبب ؟ فهموا أن هذا – أولاً – سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حاشا أنه يحلق لحيته في زمنه ولو مرة ، وهو معروف في أوصافه عليه السلام أنه كان له لحية جليلة وعظيمة ، وبالإضافة إلى سنته الفعلية : سنته القولية ، حض عليها ، فالتفت الناس لهذه الحقائق الشرعية فصاروا يمشوا عليها ويطبقوها , لكن بقي كثيرون متأثرين بالعادات القديمة السابقة ، ولذلك نحن ننصح كل مسلم غيور على دينه وعلى الاقتداء بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام أنه يخلِّص حاله من مصيبة حلق اللحية ، لأنه هذا بلا شك فسق ومعصية فيه خلاف للقرآن ، فيه خلاف لفعل الرسول عليه السلام ، فيه خلاف لأقواله ، فيه تشبه بالكفار ، فيه تشبه بالنساء ، شو بدكم مصيبة اكبر من هيك ؟ ونسأل الله عز وجل أنه يوفقنا جميعاً لإتباع السنة حيث ما كانت ، ونكتفي بهذا القدر والحمد لله رب العالمين .