أهل السنة و الجماعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهل السنة و الجماعة

(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )سورة يوسف
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شرح كتاب التوحيد ل عبد الكريم الخضير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو أنس السني




المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 02/03/2010

شرح كتاب التوحيد ل عبد الكريم الخضير Empty
مُساهمةموضوع: شرح كتاب التوحيد ل عبد الكريم الخضير   شرح كتاب التوحيد ل عبد الكريم الخضير I_icon_minitimeالخميس مارس 04, 2010 2:52 am

١
بسم الله الرحمن الرحيم
( شرح كتاب التوحيد ( ٨
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا يقول: ما أفضل شرح لألفية ابن مالك بحيث يكون مفيداً جداً، وكذلك هل هناك طبعة مفضلة؟
معروف أن الألفية حظيت من بين الألفيات في هذا الباب –الشروح- لم يحظَ بها غيرها، فهناك الشروح
المختصرة والشروح المتوسطة والشروح المطولة والشروح السهلة والشروح المعقدة، فمن الشروح المتوسطة
لا طويلة ولا قصيرة، وأيضاً من حيث السهولة متوسط (شرح ابن عقيل) شرح ابن عقيل شرح متوسط، ليس
بمختصر مخل كشرح السيوطي، ولا مطول كبعض الشروح التي أطنب فيها أصحابها، وعبارته سهلة، ليست
معقدة مثل أوضح المسالك لابن هشام، وهو مناسب وإذا قرئ مع حاشيته أو مع حواشيه استفاد طالب العلم
فائدة كبيرة.
من أراد التوسع أكثر مما في شرح ابن عقيل وحواشيه فعليه بشرح الأشموني، ويراجع عليه أيضاً حاشية
الصبان، حاشية فيها نفائس الفوائد، أما بالنسبة للطبعات فطبعت هذه الكتب مراراً؛ لأنها مقررات تدرس،
فطبعت، شرح ابن عقيل طبع كم؟ خمسين طبعة، أكثر من خمسين طبعة، فالطبعات التي عليها تعليقات الشيخ
محي الدين عبد الحميد طبعات طيبة، والتي عليها النجار، التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل، هذه لخص في
تعليقاته حاشية الخضري، لخصها في التوضيح والتكميل، فمحيي الدين عبد الحميد يعنى بالشواهد شرحها
شرحاً وافياً، والنجار كمل من حاشية الخضير فإذا قرئا معاً استفاد طالب العلم.
طالب:.......
شرح الشاطبي الذي طبع قريباً مطول، هاه؟
طالب:.......
إيه جيد بس إنه مطول، يعني نريد شرحاً متوسطاً، أما الشروح المطولة موجودة، يعني من أراد التوسع في
هذا الباب عليه بشرح المفصل، شرح المفصل لابن يعيش هذا من أوسع كتب النحو.
هل هناك شيء قبل الرحبية في الفرائض؟
الرحبية أسهل ما نظم في هذا الفن، وهناك منظومات أخرى لكن الرحبية أسهل وأيسرها للحفظ والفهم،
وعليها شروح كثيرة، عليها شروح، ما من عالم له عناية بالفرائض إلا وشرح الرحبية، منها ما هو بقدر
الرحبية، يعني لا يزيد الشرح عن خمس ورقات، السبيكة الذهبية على منظومة الرحبية للشيخ فيصل بن
مبارك، على طريقته -رحمه الله- في الإيجاز الشديد، ومؤلفات هذا الشيخ تقرأ ويستفاد منها، لا سيما مع
ضيق الوقت، وإلا هي مختصرة جداً، يعني يحتاج معها طالب العلم إلى غيرها، يحتاج أن يقرأ في الشروح
الأخرى.
٢
وهناك شروح متوسطة أوسع من هذا الشرح للمارديني وعليه حاشية للبقري، وشرح المارديني أيضاً
مختصر لكنه أوسع من شرح الشيخ فيصل -رحمه الله- وهناك أيضاً الباجوري على الشنشوري، الفوائد
الشنشورية في شرح المنظومة الرحبية هذا شرح مبسوط، وفيه فوائد والحواشي عليه أيضاً نافعة.
والفوائد الجلية للشيخ عبد العزيز- رحمة الله عليه- ابن باز يكاد أن يكون شرحاً للرحبية؛ لأنه على ترتيبها،
وماشي على أبوابها، وهو شرح متوسط ونافع جداً لطالب العلم.
هل يحسن بطالب علم متقدم يتعرض للفتيا ويعرض نفسه لها، أن يكون جاهلاً بالفرائض؟
الفرائض نصف العلم، وهو علم يفقد، لذلك الذي لا يراجعه ينساه؛ لأنه مبني على أرقام، كل باب فيه أكثر
من تقسيم، ولا يليق بطالب العلم أن يكون جاهلاً بهذا العلم، لا سيما وأن إدراكه سهل ممكن، العلم محصور،
لو تفرغ له أسبوع ضبطه، أسبوع واحد يضبطه، ومع ذلك لا ارتباط له بالعلوم الأخرى، يعني هو باب من
أبواب الفقه لكن لا يتوقف على معرفته معرفة العبادات أو المعاملات، أو الجنايات أو غيرها، يعني علم
منفك، يمكن التخصص به فقط، ويمكن أن يتخصص بغيره ولا يلتفت إليه، لكن يقبح بطالب العلم أن لا
يعرف هذا العلم، رغم أنه من الأمور المهمة التي يحتاج إليها، لكن مع ذلك لا يتوقف معرفة العبادات ولا
المعاملات ولا الجنايات ولا الأنكحة والأحوال الشخصية لا تتوقف عليه، مع أنه يمكن أن يستقل به استقلالاً
تاماً، يعرف فلان بأنه عالم في هذا الباب في الفرائض، ومع ذلك قد يخفى عليه كثير من مسائل العبادات
والمعاملات.
هل يحسن بطالب العلم....؟
لا يحسن، ويقبح به جهل هذا الباب من أبواب الدين.
يقول: ما حكم الدعاء بلفظ: يا عالم، ويا مبصر؟
يعني لو أضاف إليها يا عالم ما في الصدور، يا عالم الخفيات يا كذا، مما يتميز به -جل وعلا- عن غيره؛
لأنه إذا قال: يا عالم قد يقول من يسمعه: إنه يدعو غير الله، يدعو عالم من علماء البشر، لكن إذا أضافه إلى
ما يميزه انتفى المحظور، ويا مبصر كأنه يدعو مخلوقاً له عينان يبصر بهما، لكن لو قال: يا مبصر ما في
العروق مثلاً، أو يا مبصر كذا، المقصود أنه يضيفه إلى ما يميزه.
يقول: وهل يصح اشتقاق صيغ متنوعة من أسماء الله للدعاء بها؟
{ولِلّه الأَ  سماء اْلح  سَنى فَا  دعوه بِها} [( ١٨٠ ) سورة الأعراف]، يدعى بالأسماء، يدعى بالأسماء.
يقول: ورد حديث في الجامع الصغير صححه الألباني أن النافلة الراتبة تعدل خمساً وعشرين درجة إذا
كانت في البيت عنها في المسجد؟
أنا لا أعرف هذا الحديث، وإذا كان الشيخ صححه فالشيخ معتبر.
يقول: ما أحسن صيغة في الاستغفار تردد دائماً؟
صيغة الاستغفار إذا كانت في أدبار الصلوات فقد بينها الراوي، قال: يقول: ((أستغفر الله، أستغفر الله،
أستغفر الله))، ((فإني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة)) وحينئذ يقول: أستغفر الله وأتوب إليه،
إذا أراد هذه المائة التي يقولها النبي -عليه الصلاة والسلام- أستغفر الله وأتوب إليه، مائة مرة، وأما ما في
٣
أدبار الصلوات فصيغتها كما قال الراوي: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، وسيد الاستغفار معروف،
وهكذا لكل مناسبة ما يناسبها من الصيغ.
وماذا يقال في الركوع والسجود من التحميد في الدعاء؟
((أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فإنه قمن أن يستجاب لكم))، الركوع
للتعظيم، وأما السجود فيكثر فيه من الدعاء.
وهل يتقدم هذا الدعاء بما يتقدم به خارج الصلاة من التحميد والتمجيد والصلاة على النبي -عليه الصلاة
والسلام- ثم يدعو؟
الظاهر لا، إنما يدعو مباشرة، يسبح سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، أو
أكثر، ثم يدعو بما شاء، هاه؟
طالب:.......
كالمقدر التسبيح تنزيه لله -جل وعلا-.
وهل يجوز عموم المدح والثناء بألفاظ إنشائية؟
يعني لا خبرية؟! كيف ينشئ، كيف تكون الألفاظ إنشائية في المدح والثناء؟ هاه؟
طالب:.......
عموم المدح والثناء ما هو بالدعاء، ما هو الدعاء؟ الدعاء بصيغة الأمر اغفر لي، هذا ينشئ، حتى ولو جاء
بصيغة الخبر فإن المقصود به الإنشاء الدعاء، لكن المدح والثناء، المقدم بين يدي الدعاء لا يمكن إلا أن
يكون خبراً.
وهل يغفر للتائب توبته حتى لو عاد للذنب ثم مات عليه؟
إذا تاب توبة نصوحاً بشروطها المقررة عند أهل العلم تاب الله عليه، ثم إذا استأنف ذنباً جديداً يؤاخذ به إن لم
يغفر الله له، إن مات عليه.
يقول: ما صحة حديث: ((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات فإن له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)) حسنه
الألباني وضعفه بعضهم لكثرة الأجر وقلة العمل؟
يعني مما يستدل به على أن الخبر ليس بصحيح، بل بعضهم يحكم بوضعه إذا كان العمل يسيراً والأجر
عظيماً، ومعلوم أن هذا القاعدة إنما تقال فيما لم يثبت سنداً، أو لا إسناد له، يحكم عليه بمجرد ذلك، أما ما
كان له إسناد يصح به، ولو كان الأجر عظيماً، والعمل يسير إذا كان سنده صحيحاً، وفي كتاب معتبر من
كتب دواوين السنة المعروفة، وكذلك العكس لو كان الإثم عظيماً والعمل يسير، يعني فيما يراه الرائي، وإلا
فمعلوم أن حقيقة الأمر لا تختلف بين الثواب والعمل، في حقيقة الأمر لكن فيما يبدو للناظر، ((سبحان الله
وبحمده، مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))، يعني في دقيقة أو دقيقة ونصف تحط عنه
خطاياه، ((ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر
مرات كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل)) يعني أحاديث صحيحة، ما لأحد كلام، ما يقول أربعة من ولد
٤
إسماعيل ما يتهيؤون ولا بمائتي ألف، ونقولها بدقيقة ونصف حصل على هذا الأجر؟ لا، ما عند الله أكثر،
وأوسع، ورحمته أشمل.
الحديث ضعفه بعضهم لكثرة الأجر وقلة العمل؟
هذا لا شك أنه إنما تطرد هذه القاعدة فيما لا إسناد له، أو إسناده ضعيف، وإن حسنه بعضهم كما هنا، يعني
قد يقال: إن التحسين مخالف لهذه القاعدة، لكن إذا كان حسناً بالفعل على اصطلاح أهل العلم إما لذاته أو
لغيره، فهو في قسم المقبول لا سيما وأنه في الفضائل التي يتسامح فيها الجمهور.
يقول: هل بيع المكياج للنساء عامة المتحجبات وغير المتحجبات، الملتزمات وغير الملتزمات؟
أولاً: استعمال هذه الأصباغ يعني إذا سلمت من التشبه وكان التزين لمن يباح له التزين، أهل العلم يفتون
بجوازه، وإذا كان الحكم هو الجواز فبيعه تبع له، لكن يبقى ما في السؤال وأنه يباع للمتحجبات وغير
المتحجبات، المتحجبات لا إشكال في بيعه عليهن، هذا لا إشكال فيه؛ لأنهن لا يبدين زينتهن لغير من يجوز
لها إبدائها.
وأما غير المتحجبات اللواتي يبدين الزينة لغير المحارم هذا حرام عليهن، والبيع عليهن تعاون معهن على هذا
الحرام، يعني إبداء للزينة لغير المحارم، هذا تعاون معهم، فالذي يتجه المنع.
يقول: لو تكرمتم أثناء شرحكم أن لا تتطرقوا للتفصيل من حيث النظر إلى النساء وما فيه من كلام نستحي
أن نسمعه مع أبنائنا وفتياتنا فإننا نستمع إليك الفتيات والشباب في نفس الغرفة في البيت؟
يعني ما يستطيعون أن يسمعوا الحكم في هذه الأمور؟ يعني هل حصل تفصيل؟ ما فصلنا في هذه الأمور، ما
أذكر أنا فصلنا.
يقول: ألا يمكن الإيراد على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة ترك المأمور وفعل المحظور بأن
معصية إبليس ليست في ترك المأمور فحسب، بل قارنها فعل محظور عظيم وهو الكبر الذي جاء الوعيد
الشديد فيه؟
ما من ترك لمأمور إلا ويقارنه فعل المحظور، والعكس؛ لأن المأمور بفعله منهي عن تركه، والمأمور بتركه
مأمور بفعل ضده؛ لأن الأمر بالشيء نهي عن ضده والعكس، لا سيما إذا لم يكن له إلا ضد واحد، إلا ضد
واحد.
تقول: زوجة عمي أرضعت أختي الكبرى، وأمي أرضعت ابن عمي الأكبر، وابن عمي هذا الذي رضع له أخ
أصغر منه فهل هذا الأخ الأصغر يعتبر أخاً لنا، أو لا؟
أخوكم الذي رضع من أمكم فقط، وأما من عداه فليس بأخ لكم.
الأسئلة كثيرة.
سم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-:
٥
باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، وقول الله تعالى: {أُوَلئِك الَّذين ي  دعون يبَتغُون إَِلى ربهِ  م
اْلوسيَل َ ة أَيه  م أَ ْ قرب وي  رجون رحمَته} [( ٥٧ ) سورة الإسراء] وقوله: {وإِ ْ ذ قَالَ إِبراهيم لِأَبِيه وَق  ومه إِنَّني براء
٢٧ ) سورة الزخرف]، وقوله: {اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م أَ  ربابا من - مما تَ  عبدون* إِلَّا الَّذي فَ َ طرني} [( ٢٦
دونِ الّله} [( ٣١ ) سورة التوبة]، وقوله: {ومن النَّاسِ من يتَّخذُ من دونِ الّله أَنداداً يحبوَنه  م كَ  ح  ب الّله}
١٦٥ ) سورة البقرة]. )]
وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من قال: لا إله إلا الله))...
طالب:.......
والتي بعدها.
طالب: {اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م}.
طيب.
وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون
الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله -عز وجل-)).
وشرح هذا الترجمة: ما بعدها من الأبواب.
فيه مسائل:
فيه أكبر المسائل وأهمها: وهي تفسير التوحيد، وتفسير الشهادة، وبينها بأمور واضحة.
منها: آية الإسراء، بين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين، ففيها بيان أن هذا هو الشرك
الأكبر.
ومنها: آية براءة، بين فيها أن أهل الكتاب اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، وبين أنهم لم
يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلهاً واحداً، مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه: طاعة العلماء والعباد في غير
المعصية، لا دعاؤهم إياهم.
٢٧ ) سورة - ومنها قول الخليل -عليه السلام- للكفار: {إِنَّني براء مما تَ  عبدون* إِلَّا الَّذي فَ َ طرني} [( ٢٦
الزخرف]، فاستثنى من المعبودين ربه، وذكر سبحانه أن هذه البراءة وهذه الموالاة: هي تفسير شهادة أن لا
إله إلا الله. فقال: {وجعَلها كَلمةً باقيةً في عقبِه لَعلَّه  م ي  رجِعون} [( ٢٨ ) سورة الزخرف].
ومنها: آية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم: {وما هم بِ َ خارِجِين من النَّارِ} [( ١٦٧ ) سورة البقرة]، ذكر
أنهم يحبون أندادهم كحب الله، فدل على أنهم يحبون الله حباً عظيماً ولم يدخلهم في الإسلام، فكيف بمن
أحب الند أكثر من حب الله؟! وكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ولم يحب الله؟!.
ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه،
وحسابه على الله)) وهذا من أعظم ما يبين معنى (لا إله إلا الله)؛ فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم
والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك
له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو توقف لم يحرم
ماله ولا دمه، فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها، وياله من بيان ما أوضحه، وحجة ما أقطعها للمنازع.
٦
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،
أما بعد: فيقول المؤلف الإمام المجدد -رحمه الله تعالى-:
"باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله": التفسير من الفسر وهو الكشف والبيان، ومن ذلك كتب
التفسير لكلام الله تعالى، مع أن العرف خص ذلك بالقرآن وما عداه الشرح، ما يقال: تفسير البخاري، ولا
شرح القرآن، هذا اصطلاح عند أهل العلم درجوا عليه، وإن كان المعنى متقارب.
هل رأيتم شرحاً لكتاب الله؟ شرح كتاب الله لفلان؟ أو تفسير البخاري لفلان؟
لا، المعنى متقارب، لكن العرف والاصطلاح عند أهل العلم خصوا التفسير بما يتعلق بكتاب الله -جل وعلا-
والشرح بكلام غيره، ولعلهم رأوا أن يفرد القرآن وما يتعلق به بهذا اللفظ دون غيره.
هنا يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "باب تفسير التوحيد": يعني بيان كلمة التوحيد والمراد به، ولا شك أن
كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، هي من كلام الله في كتابه، فمن هذه الحيثية يقال: تفسير لا إله إلا الله، وإذا أريد
الكلام عنها على أنها جملة مستقلة هي عنوان للدخول في الإسلام يقال: بيان معنى هذه الكلمة وشرح هذه
الكلمة، وهنا يقول المؤلف -رحمه الله-: تفسير التوحيد؛ بناء على المعنى الأصلي لمعنى كلمة تفسير، وهي
الشرح والبيان والتوضيح.
"تفسير التوحيد وشهادة": الواو هذه العاطفة تعطف شهادة أن لا إله إلا الله على التوحيد، والتوحيد إنما يكون
بلا إله إلا الله، فالعطف هنا للمغايرة وإلا لا؟ من عطف الشيء على نفسه، أو مغايرة؟
هي التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله هي التوحيد، ويعطف الألفاظ المترادفة على بعض، فألفى قولها كذباً
ومينا، المين هو الكذب.
فقدمت الأديم لراهشيه فألفى قولها كذباً ومينا
هو من عطف الشيء على نفسه، نعم؟
طالب:.......
هاه؟
طالب:.......
ويش هو؟
طالب:.......
لا، لا ما يلزم، هذا فهم ذا، لكن التفسير والشرح كلمتان متقاربتان، المراد منهما توضيح الكلام، وبيانه من
حيث الإفراد، ومن حيث الجمل، هذا التفسير.
طالب:.......
لا، الشرح في الغالب في الغالب إنما يطلق على التفصيل، على شيء من التفصيل، والتفسير كذلك، قد تفسر
كلمة، وقد تفسر جملة وقد..، نفس الشيء.
عطف المترادفات، أولاً: الترادف في اللغة أثبته كثير من أهل العلم، وألفوا فيه، أثبته كثير من علماء اللغة
وألفوا فيه، ونفاه بعضهم، نفاه بعضهم؛ لأنه لا يوجد كلمتان أو كلمات في لغة العرب بمعنى واحد من كل
٧
وجه، إنما لا بد أن يوجد بعض الفروق، وهناك كتاب في الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري، لا يستغني
عنه طالب علم، يعني تقرأ اللفظين على أنهما لا فرق بينهما، ثم بعد ذلك تجد أن هناك فرقاً بين اللفظين،
فمثلاً الجلوس والقعود، الجلوس والقعود يقال: مترادفان، يعني فلا يجلس فلا يقعد، ومنهم من يقول: بينهما
فرق، بأن الجلوس لا بد أن يكون من قيام، والقعود ولو من اضطجاع.
المقصود أن الترادف في اللغة من أثبته كأنه لن ينظر إلى هذه الملاحظ الدقيقة بين الألفاظ، ومن نفاه لحظ
هذه الملاحظ ونفى أن يكون هناك ترادف من كل وجه؛ لأنه حينئذ يكون في لغة العرب فضول، يمكن أن
يستغنى ببعضها عن بعض.
ولو رجعت مثلاً إلى كتاب الفروق لأبي هلال العسكري في القسم والنوع والصنف والضرب، وجدت بينها
فروق، وجدت بينها فروق، وإن كانت يستعمل بعضها في مكان بعض.
هذه الكلمة التوحيد، هذه الكلمة لفظ التوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، قد يقول قائل: إن التوحيد لفظ يشمل
الأنواع الثلاثة، توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وشهادة أن لا إله إلا الله، فيها توحيد الألوهية
وإن تضمن والتزم الأنواع الأخرى، لكن هي في الأصل: لا إله لا معبود بحق إلا الله، وهو في توحيد
الألوهية، فيكون من عطف الخاص على العام، من عطف الخاص على العام، وشهادة أن لا إله إلا الله،
معطوفة على التوحيد التي هي مجرورة بالإضافة، باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.
وكلمة الإخلاص التي هي الغاية للكف عن قتال المخالفين، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا
الله)) ومعناها لا معبود بحق إلا الله، لا معبود بحق إلا الله، وبعض المتكلمين يقدر: لا إله موجود إلا الله،
لكن الواقع يرد هذا التقدير، وإله: فعال تأتي بمعنى فاعل، وتأتي بمعنى مفعول.
بعض المتكلمين يقول: إنها بمعنى اسم الفاعل لا إله، ويجعلون ذلك في إثبات توحيد الربوبية، لا إله بمعنى
اسم الفاعل ويفسرونها بالخالق والرازق والصانع إلا الله، كما أنها تأتي هذه الصيغة ويراد بها اسم المعبود،
المألوه، اسم المفعول، لا إله، يعني لا معبود، ولا مألوه، بحق إلا الله -سبحانه وتعالى-، فنفت جميع ما يعبد
من ودون الله، نفت وجوده أو استحقاقه للعبودية والألوهية؟
نفت الاستحقاق، لا الوجود، وإلا فالأرباب موجودة التي تعبد من دون الله، {أَأَ  رباب مَتَف  رقُون} [( ٣٩ ) سورة
يوسف]، {إِنَّني براء مما تَ  عبدون} [( ٢٦ ) سورة الزخرف].
فالمعبودات موجودة، ومازالت موجودة إلى قيام الساعة، ومع ذلك النفي ب(لا إله) مسلط على المعبود بحق،
وهذا لا يوجد، والمثبت بإلا هو الله -سبحانه وتعالى- المتفرد باستحقاق هذه العبودية.
"وشهادة أن لا إله إلا الله، وقول الله تعالى": شهادة: الشهادة معطوفة على إيش؟ على التوحيد، وقول الله:
معطوف على؟ شهادة معطوف على التوحيد، وقول الله، معطوف على إيش؟
يعني "باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، وباب قول الله تعالى: {أُوَلئِك}؟"، أو معطوفة على
التوحيد، باب تفسير التوحيد، وتفسير قول الله تعالى؟ نعم؟
طالب:.......
لا، هو فسر التوحيد، فسر شهادة أن لا إله إلا الله بالآية.
٨
في البخاري كثيراً ما يقول: باب كذا، وقول الله تعالى، وقول الله تعالى، وقوله -عليه الصلاة والسلام-،
وقال فلان، فهو يعطف الترجمة ولذلك يجوزون الرفع في مثل هذه الصور، على أن الواو استئنافية فيقطع
عما قبله فهل نقول: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، وقول الله تعالى، بناء على أنها معطوفة
على تفسير، والعطف على نية تكرار العامل، فكأننا قلنا: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، وتفسير
قول الله تعالى؟ هاه؟
طالب:.......
يعني هل هي جمل متعاطفة باب تفسير هذه الكلمات: التوحيد، وكلمة التوحيد، وتفسير قول الله تعالى؟ أو أنه
باب لتفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله، وباب لقول الله تعالى؟
طالب:.......
لا، هو فسر التوحيد بالآية، هو فسر التوحيد بالآية.
طالب:.......
هاه؟
طالب:.......
أيوه، لا، هو ساق الآية تفسيراً للترجمة، تفسيراً للتوحيد، وكلمة التوحيد.
طالب:.......
الآية وما يليها تفسير للتوحيد، فهي معطوفة على تفسير.
"وقول الله تعالى: {أولئك الَّذين ي  دعون يبَتغُون إَِلى ربهِم اْلوسيَل َ ة أَيه  م أَ ْ قرب} [( ٥٧ ) سورة الإسراء]":
المشركون تنوعت معبوداتهم فمنهم من يعبد الأشجار، ومنهم من يعبد الأحجار، ومنهم من يعبد الأصنام،
ومنهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد بعض الرسل، ومنهم من يعبد بعض الأولياء، ومنهم من يعبد الجن،
المقصود أن المعبودات متنوعة، فإذا عبدوا ملكاً أو رسولاً كالمسيح، هذا المعبود هل يملك لنفسه شيئاً؟ هو
معبد مذلل لله تعالى، {أولئك الَّذين ي  دعون} يعني المدعوين {يبَتغُون إَِلى ربهِم اْلوسيَل َ ة} يعني يتقربون إلى
الله -جل وعلا- بأنواع العبادة، يتقربون إليه بما يرضيه، فإذا كان هؤلاء المعبودين يعبدون الله ويتقربون
إليه، يبتغون إليه الوسيلة، يبتغون إليه القرب بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، فكيف يعبدون من دون الله؟
فهم يرجون رحمة الله ويخافون عذابه، ومادام هذا وضعهم، يعني فإنهم لا يعبدون إلا الله، فلماذا تشركون؟
فأثبت العبادة للمدعوين ونفى عنهم الشرك، وأنهم يتقربون إلى الله بما يحب، ومن أعظم ذلك توحيده وإفراده
بالألوهية، فكيف يعبدون من دون الله؟.
يقول الشارح -رحمه الله تعالى- الشيخ عبد الرحمن بن حسن في قرة عيون الموحدين: "أي أولئك الذين
يدعوهم أهل الشرك ممن لا يملك كشف الضر ولا تحويله من الملائكة والأنبياء والصالحين كالمسيح، وأمه،
والعزير، فهؤلاء دينهم التوحيد، وهو بخلاف من دعاهم من دون الله، ووصفهم بقوله: {يبَتغُون إَِلى ربهِم
اْلوسيَل َ ة أَيه  م أَ ْ قرب} فيطلبون القرب من الله بالإخلاص له، وطاعته فيما أمر، وترك ما نهاهم عنه، وأعظم
٩
القرب التوحيد، الذي بعث الله به أنبياءه ورسله، وأوجب عليهم العمل به والدعوة إليه، وهذا الذي يقربهم إلى
الله، أي إلى عفوه ورضاه، ووصف ذلك بقوله: {وي  رجون ر  حمَته وي َ خافُون ع َ ذابه} [( ٥٧ ) سورة الإسراء]".
يعني إذا كان هذا واقع هؤلاء المعبودين فكيف يعبدون من دون الله؟ فكيف يعبدون من دون الله؟ الذي لا
يملك لنفسه الضر ولا النفع، كيف يطلب لكشف الضر وجلب النفع؟ إذا كان يتقرب إلى الله بتوحيده وإخلاص
العبادة له، فكيف يتقرب إليه دون الله -عز وجل-؟
"{أُوَلئِك الَّذين ي  دعون يبَتغُون إَِلى ربهِم اْلوسيَل َ ة أَيه  م أَ ْ قرب}": قدم المعمول؛ لأنه يفيد الحصر، يعني لا
يعبدون غيره، كما في قوله -جل وعلا- في سورة الفاتحة: {إِياك نَ  عبد} [( ٥) سورة الفاتحة]، تقديم المعمول
لإرادة الحصر.
وجه الشاهد من الآية أو المطابقة بالنسبة للآية مع الترجمة أن صنيع هؤلاء المدعوين هو التوحيد، لماذا؟
لأنهم يدعون الله، يدعون الله يعني يعبدونه.
"{يبَتغُون إَِلى ربهِم اْلوسيَلةَ}": يبتغون إلى ربهم بما يتوسلون به مما يقربهم إليه، ويتنافسون في ذلك، أيهم
أقرب إلى الله -جل وعلا-.
"{وي  رجون ر  حمَته وي َ خافُون ع َ ذابه}": فإذا كانوا يعبدونه ويتنافسون في عبادته، وأعظم ما يتعبد به الرب -
جل وعلا- التوحيد، المترجم عنه بكلمة التوحيد لا إله إلا الله، فالمطابقة والمناسبة من هذه الحيثية وإن
استشكل بعضهم إيراد الآية تحت هذه الترجمة.
قد يقول قائل: هناك نصوص أوضح من هذه الآية، وبعضهم قال: إن المناسبة استخراج المناسبة والمطابقة
بين الآية والترجمة فيه تكلف، لكن إذا عرفنا حال المعبودين من صالحي الخلق من الملائكة والأنبياء
والأولياء، هؤلاء يتقربون إلى الله، يدعونه، {وي  رجون ر  حمَته وي َ خافُون ع َ ذابه} أي: يرجون أيهم أقرب،
يتنافسون في ذلك، ويتوسلون بما يقربهم إلى الله -جل وعلا- ومن أعظم ما يقربهم إلى الله -جل وعلا-
التوحيد.
.[(٢٧ - وقوله: {وإِ ْ ذ قَالَ إِبراهيم لِأَبِيه وَق  ومه إِنَّني براء مما تَ  عبدون* إِلَّا الَّذي فَ َ طرني فَإِنَّه سي  هدينِ} [( ٢٦
إبراهيم الخليل أفضل الخلق بعد محمد -عليهم الصلاة والسلام- يقول لأبيه وقومه، يصارحهم، ولا يجاملهم،
{إِنَّني براء}: يتبرأ منهم ومن معبوداتهم.
"{وإِ ْ ذ قَالَ إِبراهيم لِأَبِيه}": اسمه: آزر، كما هو منصوص عليه في القرآن، وإن كان جمهور المؤرخين
يقولون: إبراهيم بن تارح، أو تارخ، يعني عجب من المؤرخين، المسألة منصوصة في القرآن، ويختلفون
فيها، يعني في كتب التاريخ يوسف يعني هل يشك أحد أنه ابن يعقوب؟ نعم؟ ما أحد يشك، وفي التواريخ تجد
يوسف بن راحيل، هاه؟
طالب:.......
على كل حال الشيء المنصوص في القرآن لا ينبغي أن يختلف فيه، لا ينبغي أن يختلف فيه، ولو عبر عنه
بلغة أخرى، وهذه التواريخ بلغة العرب، صنفها العرب بلغتهم، ومع ذلك يقولون في نسب إبراهيم: إنه ابن
تارخ، أو تارح، ويوسف بن راحيل!!
١٠
إن هذه الأسماء منصوصة يعني ما هي باستنباط وإلا اجتهاد، منصوصة في كتاب الله -جل وعلا-، نعم؟
طالب:.......
لكن {وإِ ْ ذ قَالَ إِبراهيم لأَبِيه آزر} [( ٧٤ ) سورة الأنعام]، إيش وراء هذا البيان، ماذا وراء هذا البيان؟
طالب:.......
طيب، المسيح معروف أن اسمه الأصلي عيسى -عليه السلام-، والمسيح لقب وإلا وصف، وإلا علم، اسم؟
هاه؟
طالب:.......
هو منصوص عليه اسمه المسيح عيسى بن مريم، ومع ذلك يقولون: اسمه عيسى ولقبه المسيح، وسمي بذلك؛
لأنه يمسح الأرض، أو لأنه لا أخمص له، ممسوح القدمين، مع أنها لا تحتمل تأويلاً هذه، يعني كون
الاصطلاح الشرعي في هذه الألفاظ يخالف الاصطلاح المعمول به عند أهل فن من الفنون، هل نطبق
الاصطلاح أو نطبق اللفظ الشرعي؟ يعني من حيث العرف اللغوي قد يقال: إنه وصف، لكن من الأوصاف
ما يمكن أن يسمى به ويكون علماً، نعم؟
طالب:.......
إيه يصير له أكثر من اسم، يكون له أكثر من اسم، النبي -عليه الصلاة والسلام- له أسماء، نعم؟
طالب:.......
هاه؟
طالب:.......
اسمه نكتل لا، لا {وإِ ْ ذ قَالَ إِبراهيم لأَبِيه آزر} [( ٧٤ ) سورة الأنعام].
طالب:.......
شو، لا لا، فرق، في واحد سمى نكتل، في واحد سمى ولده نكتل.
طالب:.......
لا، لا.
طالب:.......
لا، لا في واحد سمى، الكلام ليس بصحيح.
نكتل هذا جواب الطلب، أو جواب شرط مقدر، إن ترسله معنا نكتل.
طالب:.......
إيه من الكيل إيه.
"{وإِ ْ ذ قَالَ إِبراهيم لِأَبِيه وَق  ومه}": وبدون أدنى مجاملة؛ لأن هذا باب لا يحتمل المجاملة، الباب باب إسلام
وشرك، توحيد وشرك، إسلام وكفر، ما يحتمل، ولا بد من البراءة وإعلان البراءة من الشرك و أهله.
"{وإِ ْ ذ قَالَ إِبراهيم لِأَبِيه وَق  ومه إِنَّني براء مما تَعبدون}": لا بد من البراءة من الشرك وأهله، والولاء والبراء
باب معروف في الدين وشأنه عظيم، ولا يتم الإيمان إلا به.
١١
لا بد أن يتولى من تولاه الله -جل وعلا-، ويتبرأ مما تبرأ الله منه.
"{إِنَّني براء مما تَ  عبدون* إِلَّا الَّذي فَ َ طرني}": في قوله: {إِنَّني براء مما تَ  عبدون} تفسير ل(لا إله)، فكل
المعبودات منفية، ومتبرأ منها إلا ما استثني، وهو الله -جل وعلا-، {إِلَّا الَّذي فَ َ طرني}: خلقني وابتدأني،
{فَإِنَّه سي  هدينِ}.
فنفى العبادة وتبرأ من جميع المعبودات، ثم أثبتها للذي فطره وهو الله -جل وعلا-، فإنه سيهديه، ولا يملك
الهداية أحد إلا الله -جل وعلا-، {إِنَّك لَا تَ  هدي م  ن أَ  حببتَ وَلكن اللَّه ي  هدي من ي َ شاء} [( ٥٦ ) سورة القصص]،
فالهداية بيده -سبحانه وتعالى-.
يقول الحافظ ابن كثير في قوله تعالى: {وجعَلها كَلمةً باقيةً في عقبِه} [( ٢٨ ) سورة الزخرف]، كلمة، {إِنَّني براء
مما تَ  عبدون* إِلَّا الَّذي فَ َ طرني} جعلها كلمة
................................. وكلمة بها كلام قد يؤم
يعني الكلمة تطلق ويراد بها الكلام، كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وأصدق كلمة قالها الشاعر لبيد:
كل شيء ما خلا الله باطل ...............................
يقول ابن كثير في قوله تعالى: {وجعَلها كَلمةً باقيةً في عقبِه} [( ٢٨ ) سورة الزخرف]: "أي: هذه الكلمة، وهي
عبادة الله وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان، وهي "لا إله إلا الله" جعلها دائمة في ذريته يقتدي به
فيها من هداه الله من ذرية إبراهيم، {لَعلَّه  م ي  رجِعون} إليها، يعني إليها.
ولا يزال في ذريته من يقول: لا إله إلا الله، إلى قيام الساعة، لكن منهم من اجتالته الشياطين، وعبد مع الله
غيره.
"{إِلَّا الَّذي فَطَرني فَإِنَّه سي  هدينِ}": وهذه فيها تفسير مطابق لكلمة التوحيد، لشهادة أن لا إله إلا الله.
"وقوله: {اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م أَ  ربابا من دونِ الّله واْلمسيح ابن م  ريم} [( ٣١ ) سورة التوبة]": {اتَّ َ خذُوْا
أَ  حباره  م ور  هباَنه  م أَ  ربابا من دونِ الّله}: لما أسلم عدي بن حاتم، قال لما سمع هذه الآية، قال: إننا لا نعبدهم،
نحن لا نعبد الأحبار والرهبان، فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((أليسوا يحرمون الحلال فتطيعونهم؟
أليسوا يحلون الحرام فتطيعونهم؟)) قال: بلى، قال: ((فتلك عبادتهم)) تلك عبادتهم.
"{اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م أَ  ربابا من دونِ الّله}": جعلوهم شركاء لله في الحكم والتشريع، في الحكم
والتشريع، وهل هذا من باب الألوهية أو الربوبية؟ نعم؛ لأنه قال: أرباباً، ما قال آلهةً، ما قال اتخذوهم آلهة،
إنما قال -جل وعلا-: {اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م أَ  ربابا من دونِ الّله}، فهل في هذا تفسير ل(لا إله إلا
الله) أو أنه مناقضة لتوحيد الربوبية، نعم؟
طالب:.......
((فتلك عبادتهم)) يعني من حيث اللفظ في الآية، والتفسير تفسير النبي -عليه الصلاة والسلام- لهذه الآية،
يعني اتخاذهم أرباباً من دون الله، لا شك أن الشتريك في الحكم والتشريع، تشريك في الربوبية، لكن إن هم
اعتقدوهم أرباباً من دون الله، فعبدوهم من دونه، يعني كأنه قال: {اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م أَ  ربابا} عبدوهم
١٢
من دون الله، فيجتمع في هذا الشرك في الربوبية والألوهية، ولذا بعضهم يستدرك على الشيخ إيراد هذه الآية
في تفسير لا إله إلا الله، التي مفادها توحيد الألوهية، والآية إنما تدل على أنهم ش  ركوهم في التشريع.
لكن إذا قلنا في التقدير: {اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م أَ  ربابا} عبدوهم من دون الله، ويؤيد ذلك قوله: ((فتلك
عبادتهم))، وهو يقول: ما عبدناهم، أو نقول: إن هذا من جهله بمعنى العبودية، بجهله بمعنى العبودية؛ لأنه
حديث عهد بالإسلام، وإذا قلنا بهذا التقدير، قلنا: إن الآية مطابقة للترجمة، ولو قلنا: إن الآية تنفي التشريك
في الربوبية وتوحيد الربوبية متضمن لتوحيد الألوهية، فمن أشرك في الربوبية أشرك في الألوهية؛ لأنه لا
يمكن أن يشرك في الربوبية ويعترف بتوحيد الألوهية، لكن العكس موجود، العكس موجود، قد يشرك في
توحيد الألوهية ويعتقد توحيد الربوبية كما كان عليه مشركو قريش.
"{اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنه  م م  ن دنِ الله أَ  ربابا واْلمسيح ابن م  ريم}": يعني واتخذوا المسيح ابن مريم رباً
يعبدونه من دون الله، وحال النصارى ما تحتاج إلى كشف، وليس من باب ما يستتر به أو يتقى به عندهم لا،
مكشوف، الرب عندهم يسوع، والإشكال في استخدامهم هذه الكلمة (الرب)، وبعض المسلمين يتلقفها ويرددها
ولا يدري أن وراءها ما وراءها؛ لأنهم لا يقولون: الإله يسوع، إنما يقولون: الرب، وفي كتاب من كتبهم
مطبوع منذ أربعمائة سنة، في أوروبا قالوا في خاتمته: طبع سنة ألف وستمائة، ألف وستمائة وكسر، لكن
بدلاً من أن يقول ميلادية، يقول: من وقت التجسد الإلهي، نسأل الله العافية، تعالى الله عما يقولون، تعالى الله
عما يقولون علواً كبيراً.
فالنصارى اتخذوا المسيح إلهاً من دون الله، وجاء {إِن الّله هو اْلمسيح ابن م  ريم} [( ١٧ ) سورة المائدة]،
منصوص عليه في كتابنا، {إِن الّله ثَالِثُ ثَ َ لاَثة} [( ٧٣ ) سورة المائدة].
فالمقصود أن شرك النصارى في الربوبية وفي الألوهية تظافرت على نقلها النصوص، ولذا هم كفار، وكذلك
اليهود، كلهم كفار، ومن شك في كفرهم كفر، بل بعضهم ينقل الإجماع على ذلك، والخلاف الذي تقدم ذكره
هل يطلق على أهل الكتاب أنهم مشركون، أو لا يطلق عليهم؟ لا شك أن هذا شرك، حينما يقولون: إن ثالث
ثلاثة، لا شك أنه شرك، يعني من أعظم أنواع الشرك، لكن هل يقال: هم مشركون، أو كفار بالإجماع لكن
فيهم شرك، هذه مسألة ذكرناها سابقاً، وذكرنا أن الحافظ ابن رجب قرر أنه لا يقال: إنهم مشركون، وإنما
يقال فيهم شرك، يعني وليس هذا من باب التقليل من شأن كفرهم، ومخالفتهم لأنواع التوحيد، ليس من هذا...،
لكن الكلام فيما يترتب عليه من أحكام عملية.
طالب:.......
ابن رجب، ابن رجب، نعم؟
طالب:.......
هم كفار بالإجماع، حتى قال جمع من أهل العلم: إن من شك في كفرهم كفر إجماعاً، هذا ما فيه إشكال، {لَ  م
يكُنِ الَّذين كََفروا م  ن أَ  هلِ اْلكَتابِ واْلم ْ شرِكين} [( ١) سورة البينة]، فقالوا: إن العطف عطف مغايرة، عطف
مغايرة، ومنهم من يقول: لا، إنه من عطف العام على الخاص للاهتمام بشأن الخاص، فأهل الكتاب
مشركون، والشرك ظاهر عندهم، الشرك ما فيه خفاء، لكن هل هو شرك بمعناه الأعم في جميع عباداتهم
١٣
وطقوسهم، أو أنهم عندهم شرك وإن لم يكونوا مشركين؟ الأثر العملي ما فيه إلا مسائل مسألة النكاح مثلاً،
نكاح نسائهم، وتحريم المشركات وأنهم لا يحتاجون إلى مخصص؛ لأنهم ليسوا بمشركين، وإن كانوا كفاراً،
ومن قال: إنهم مشركون، قال: الأصل تحريم نكاح نسائهم، ووجد المخصص، {واْلم  حصَناتُ من الَّذين أُوتُوْا
اْلكَتاب} [( ٥) سورة المائدة].
هذه الآية: {اتَّ َ خذُوْا أَ  حباره  م ور  هباَنهم أَ  ربابا من دونِ الّله}: كما يقرر أئمة الدعوة أنه وقع فيها كثير من
متأخري هذه الأمة، تجد من يحرم الحلال، ويتبعه فئام من الناس، وتجد من يحل الحرام ويتبعه فئام من
الناس، نعم طاعة ولاة الأمر أمر مقرر في الشرع، وجاءت بها النصوص التي لا يمكن تأويلها ولا ردها،
نصوص قطعية في الكتاب والسنة، ومع ذلك الطاعة بالمعروف، الطاعة بالمعروف، لا يجوز أن يطاعوا فيما
يحرمه الله مما يحلونه أو العكس.
ومن أطاعهم في هذا دخل..، كان له نصيب من هذه الآية، كان له نصيب من هذه الآية، وسواء كان من ولاة
الأمور الذين هم الحكام أو من العلماء.
النفوس لا شك أنها ولا سيما العوام عندهم شيء من الإذعان لأهل العلم، ثقة بهم، وعندهم إذعان للرهبان
الذين هم العباد، يحسنون بهم الظن كثيراً، فإذا قالوا شيئاً قالوا: هم أعرف منا، هم أعرف منا، لا شك أن
فرض العامي التقليد، الذي لا يعرف الحكم فرضه سؤال أهل العلم، لكن إذا عرفوا أن هذا العالم إنما يتبع
هواه، ويتبع مصالحه، ويحرم ما أحل الله، ويحل ما حرم الله، ثم عرف هذا المتبع أن متبوعه كذلك وأطاعه
بعد ذلك لا شك أنه داخل في الآية، أما إذا كان عن جهل، وهذا من أهل العلم وهو مأمور بسؤال أهل العلم،
ولا يظهر له غير ذلك، فوزره وإثمه على من أفتاه، وأضله، لكن الإشكال فيمن يعلم أن هذا لا يلتزم بأحكام
الله وشرع الله، ثم يقلده لا سيما إذا كان ذلك نابعاً عن هوى، نابعاً عن هوى، فبعض العامة يتتبعون مثل هذه
الفتاوى؛ لأنها توافق ما في أنفسهم، فتجده مرة يتبع العالم الفلاني، ومرة يتبع العالم الفلاني، فإذا قيل له:
عليك دم، راح يسأل غيره، عله أن يجد من يقول له: لا شيء عليك.
وإذا قيل له: أن هذه الشركة مختلطة تتعامل بمحرمات لا يجوز المساهمة فيها ذهب إلى من لعله يرخص له
في شيء من ذلك، لا شك أن مثل هذا تلاعب بالدين، ودخول في هذه الآية، إذا تبعه بتحليل الحرام أو تحريم
الحلال.
طالب:.......
هو إذا لم يفرط، إذا لم يستطع، وتبع العالم ثقة به على أنه عالم، وما حصل عنده أدنى تردد في صحة هذه
الفتوى من هذا العالم هذا ما عليه شيء؛ لأن فرضه سؤال أهل العلم، فالإثم كله على من أضله، عليه وزر
فتواه ووزر من عمل بها، أما إذا عرف أن هذا العالم خالف أهل العلم الذين هم أعلم منه، ولم يصر في نفسه
شيء من التوقف والتثبت، وتبع قوله؛ لأنه يوافق ما في نفسه، هنا نقول: إنه تبعه.
طالب:.......
حط بينك وبين النار مطوع، هاه؟
طالب:.......
١٤
نعم على كل حال العامي فرضه التقليد، وليس بإمكانه إلا سؤال أهل العلم وقد أمر بذلك، {فَا  سأَلُوْا أَ  هلَ الذِّكْرِ
إِن كُنتُ  م لاَ تَ  عَلمون} [( ٤٣ ) سورة النحل]، هذا فرض، لا يستطيع أكثر من ذلك، لكنه يستطيع أن يميز بين أهل
العلم، ولو بطريق الاستفاضة، إذا استفاض بين الناس أن هذا العالم متبع للهوى، أو متساهل بفتواه، لا يجوز
للعامي أن يقلده.
وليس في فتواه مفت متبع ما لم يضف للعلم والدين الورع
لا بد، أما أن يتبع هواه..، أفتي بأن عليه دم ثم ذهب يبحث عن من يعفيه عن ذلك، هذا متبع لهواه ما اتبع
أهل العلم، وأيضاً عامة الناس يثقون لا سيما من فيهم الصلاح مع الجهل، يثقون بمن اتصف بشيء من
العبادة، فالعالم ولو كان دون غيره في باب العلم إلا أنه له نصيب من التعبد، لا شك أن هذا محل ثقة من
العامة، ولذا في صحيح مسلم لما جاء السائل إلى المدينة، جاء حاجاً فسأل عن ابن عمر، جاء حاجاً فسأل عن
ابن عمر فدل عليه فأراد أن يسأله قال: عندي سؤال، قال: اذهب إلى ابن عباس، قال: لا، ذاك رجل مالت به
الدنيا، ومال بها، معروف أن ابن عمر في باب العبادة وفي باب العمل ما في شك أن أمره ظاهر في هذا،
وعامة الناس يثقون بهذا النوع، بخلاف من قصر في هذا الباب، ولا يظن بابن عباس أنه قصر، لكن في
نظر العامي أن هذا أكثر عبادة، وإن كان مزاولة العلم التي لا يقدرها العامي قدرها، أفضل من العبادة
الخاصة، فهم رأوا ابن عمر عابد، ابن عباس عالم، كلاهما عنده من العلم ما عنده، وعنده ما من العمل ما
عنده، لكن هذا تميز بهذا الجانب، وذاك تميز بهذا الجانب، فلما قال له ابن عمر: اذهب إلى ابن عباس، قال:
ذاك رجل مالت به الدنيا، ومال بها، يعني توسع في شيء من المباحات بخلاف ابن عمر، وعامة الناس
يثقون بمثل هذا، ولو كان أقل في باب العلم؛ لأنهم يرون أن هذا وإن لم يخرج عن دائرة المباح إلا أنه ما دام
توسع في أمور الدنيا فعنده شيء من التساهل، وذاك الذي لم يتوسع هذا عنده شيء من التحري والتثبت فهو
أولى أن يحتاط باتباعه، فهم يتبعون هؤلاء العلماء، ويتبعون أولئك العباد الذين عبر عنهم أو ذكرهم الله -جل
وعلا- في كتابه باسم الرهبان، نعم؟
طالب:.......
تأويل على شان إيش؟
طالب:.......
تأويل سائغ؟ هاه؟
طالب:.......
يعني اجتهد وأخطأ، لا، لا هذا له أجر، إذا كان من أهل الاجتهاد، إذا كان من أهل الاجتهاد فهذا مأجور على
كل حال، أما إذا أول تبعاً لهواه فهذا هو المنصوص عليه، وهذا الذي يضل بسببه كثير من الناس، ((اتخذ
الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)).
"{ومن النَّاسِ من يتَّخذُ من دونِ الّله أَنداداً يحبوَنه  م كَح  ب الّله} [( ١٦٥ ) سورة البقرة]": (من) هذه تبعيضية،
يعني ليس جميع الناس يتخذون من دون الله أنداداً، إنما بعض الناس يتخذون من دون الله أنداداً، والأنداد،
الأمثال والنظراء، الأمثال والنظراء.
١٥
"{يحبوَنه  م كَح  ب الّله}": من عبد أو من صرف شيئاً من العبادة لغير الله، فقد اتخذ هذا نداً لله، ولذا لما قال
الصحابي: ما شاء الله وشئت، قال: ((أجعلتني لله نداً؟)).
"{يحبوَنه  م كَح  ب الّله}": المحبة المقرونة بالتعظيم والذل والخضوع هي العبادة، وتصرفات المخلوقات كلها
تابعة للمحبة، لماذا تأكل؟ لأنك تحب الطعام، قد يقدم لك طعام لا تحبه فتأكله، فتنتقل المحبة إلى ما وراءه؛
لأنك تحب البقاء، تحب البقاء، شربت لئلا تموت من العطش، أنت تحب الماء ولو لم تكن عطشاناً، إنما
شربت لأنك تحب الماء، وإذا كنت لا تحبه فأنت شربته لتبقى، {وجعْلَنا من اْلماء كُلَّ شَ  يء حي} [( ٣٠ ) سورة
الأنبياء].
المقصود أن هذه العبادة هي التي تحرك القلوب للعمل، هي التي تحرك القلوب للعمل، وهناك محبة شرعية
مقرونة بالتعظيم والذل والخضوع هذه لا تجوز إلا الله -جل وعلا-، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره.
إذا خلت عن ذلك بأن كانت محبة؛ لأنها محبوبة للمحبوب صارت شرعية، أنت تحب زيداً من الناس وتبغض
عمراً، لماذا؟ لأن زيداً ممن يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فأنت أحببته في الله، وعمرو لأنه ممن
يعمل ما يغضب الله -جل وعلا- فأنت تبغضه في الله، ومن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في
الله، فهذه المحبة شرعية، لكنها غير مقرونة بتعظيم وذل وخضوع الذي لا ينبغي إلا الله -جل وعلا-.
هناك محبة جبلية، محبة جبلية، الوالد يحب الولد، والولد يحب الوالد، يحب الزوجة، ويحب كذا، ويحب
أنواعاً من المال، {زين لِلنَّاسِ ح  ب الشَّهوات} [( ١٤ ) سورة آل عمران]، هذه محبة جبلية وهي في الأصل
مباحة، إلا إذا ترتب عليها التفريط بما يحبه الله ورسوله، فإذا فرط بسببها بما يحبه الله ورسوله فهو من هذه
الحيثية إذا تعارضت الجبلية مع الشرعية لا تبين المحبة الشرعية إلا إذا قدمت على ما يحبه الإنسان محبة
جبلية.
فالإنسان زين له حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير والمقنطرة من الذهب والفضة، لكن إذا قدم هذه
الأشياء على ما أمره الله به قلنا: إن محبته الشرعية عورضت بالمحبة الجبلية، فلا يجوز له ذلك.
طالب:.......
وين؟
طالب:.......
كل أمر بقدره، كل أمر بقدره، كل حال الأصل في الأمر الذي يأتم به، إذا قدم هذا، وإذا قدم على الأمر
المستحب أتى بما يقابله وهو أنه تكون مثل هذه المحبة مكروهة، نعم، فإذا كان الإنسان محباً لنوع من المال،
محب للخيل، أو للإبل، فصارت محبته زادت عن حدها، وترك بسببها بعض الواجبات، ترك الوالدين الذين
هم بأمس الحاجة إليه، وصار يذهب إليها في نهاية كل أسبوع ويترك صلاة الجمعة، نقول: إنه قدم هذه
المحبة الجبلية على الشرعية ودخل في المحرم، وإلا فالأصل أن الله -جل وعلا- جبل الإنسان على حب
بعض الأشياء.
١٦
طيب لو قال قائل: إن حب الولد قد يجعل الإنسان يفرط في بعض الواجبات، هذا الولد أصيب فحملته الشفقة
إلى أن ذهب به إلى المستشفى فترتب على ذلك فوات الصلاة، إما فواتها مع الجماعة، أو فوات الوقت، هنا
نقول: قدم المحبة الجبلية على المحبة الشرعية.
قد يكون هناك ما يدعى أنه يحب شرعاً، مثل طالب علم يحب الكتب، وذهب ليشتري كتباً أو يبحث عن كتب
يريدها فترتب على ذلك إما سفر إلى بلاد لا يجوز السفر إليها، أو إلى بلد أو في بلده وضاع بسببه صلاة
جماعة أو ترتب على ذلك محظور، أو سكت عن منكر رآه عند هذا البائع؛ لأن هذا يحصل كثير، يحصل،
لأن الإنسان الذي يرغب في شيء عند آخر..، فمثلاً معروض سيارة وأنت تبي هذه السيارة مثلاً، ولما
قلت..، أنت تريد هذا النوع من السيارات وأعجبتك، وقلت: بكم، ذكر لك قيمة تنزل عن الواقع بعشرة آلاف
مثلاً، يعني اجتمعت كل..، تظافرت فيها أسباب المحبة من كل وجه، ثم الجوال موسيقى، تبي تنكر عليه وإلا
ما تنكر؟ هاه؟ ابتلاء، ترى بعض الناس يقول: لو أنكر عليه يمكن انصرف وترك ولا باعها علي، وإلا، وهذا
في جميع السلع حتى في الكتب التي هي في الأصل مما يستعان بها على تحصيل العلم، إما أن يكون البائع
يدخن، أو يكون نغمته موسيقى، أو مسبل، أو حليق، أو غير ذلك من المحرمات، تجد الإنسان ما ينكر عليه
كله خشية أن تفوت هذه الفرصة، ولا شك أن هذا قدح في المحبة الشرعية، قدح في المحبة الشرعية.
أحياناً على أوقات السلع عند الخبازين تجده وقت الأذان يبيع، يبيع وقت الأذان، وأنت طالب علم تبي تنكر
عليه، لكن ممكن ما تنكر عليه إلا أن تأخذ الخبز حقك؛ لأنك لو تنكر عليه قفل وخلاك، لا، أقول: هذه الأمور
لا بد من اعتبارها، أمور حساسة وتزاول يومياً عند الناس، وفيها إيثار للمحبة الجبلية على الشرعية، وبقدر
هذه المخالفة يكون الخدش في المحبة الشرعية، نعم؟
طالب:.......
يعني لأنك حطي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح كتاب التوحيد ل عبد الكريم الخضير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح كتاب كشف الشبهات في التوحيد
» أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهل السنة و الجماعة  :: الفئة الأولى :: منبر العقيدة و التوحيد-
انتقل الى: