ترجمة للشيخ العلامة
محمد أمان الجامي رحمه الله
- معدلة -
موقع الشيخ محمد أمان الجامي /
مــقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور من أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :
فإن للشيخ محمد أمان الجامي / فضل كبير على عدد من طلبة العلم ، وتركة علمية جليلة ، غَفَلَ عنها أدعياء المحبة والمنهج ، فلم يبروا شيخهم بنشر هذه التركة العلمية ، وأهملها الكثير من الشباب هذه الأمة .
فلا أحد يستطيع أن ينكر ما قدمه الشيخ / من جهود كان لها الأثر العظيم في تجلية وتوضيح الفوارق المنهجية بين المنهج السلفي ، والمناهج المحدثة من سرورية قطبية إخوانية ، وتبليغية ، وخارجية تكفيرية ، التي حَاوَلت صرف شباب الأمة عن منهج النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، ولأجل ذلك تعرَّض / لصنوف عدة من الأذى والطعن .
فقد شن عليه هؤلاء حمالات مسعورة متواصلة ، ومستمرة بلغت إلى محاولة الاعتداء الجسدي عليه -لولا لطف الله تعالى به-.
لكنه / عاش ناشراً للسلفية مدافعا عنها ، صابرا محتسبا لله في ذلك كله .
وعليه ، ولرد شيء ولو بسيط من جميل الشيخ / نقدم هذه الترجمة المتواضعة التي هي خلاصة أعمال لاخوة من قبلنا ، جمعناها لتكون في ملف واحد عسى أن ينتفع بها القراء ، والله تعالى من وراء القصد .
ترجمته وثناء العلماء عليه
فصلٌ في التعريف بالشيخ
أ- اسمه : هو محمد أمان بن علي جامي علي ، يُكنّى بأبي أحمد.
ب- موطنه : الحبشة ، منطقة هرر ، قرية طغا طاب.
ج- سنة ولادته : وُلد كما هو مدوَّن في أوراقه الرسمية سنة 1349 هـ ( تسع وأربعين وثلاثمائة وألف ) .
فصـل في طلبه للعلم
أ- طلبه للعلم في الحبشة :
نشأ الشيخ في قرية طغا طاب وفيها تعلم القرآن الكريم ، وبعدما ختمه شرع في دراسة كتب الفقه على مذهب الإمام الشافعي / ، ودرس العربية في قريته أيضاً على الشيخ محمد أمين الهرري ثم ترك قريته على عادة أهل تلك الناحية إلى قرية أخرى , وفيها التقى مع زميل طلبه وهجرته إلى البلاد السعودية الشيخ عبد الكريم , فانعقدت بينهما الأخوة الإسلامية ثم ذهبا معاً إلى شيخ يُسمى الشيخ موسى , ودرسا عليه نظم الزبد لابن رسلان , ثم درسا متن المنهاج على الشيخ أبادر وتعلما في هذه القرية عدة فنون . ثم اشتاقا إلى السفر للبلاد المقدسة مكة المكرمة للتعلم وأداء فريضة الحج. فخرجا من الحبشة إلى الصومال فركبا البحر متوجيهن إلى عدن - حيث واجهتهما مصاعب ومخاطر في البحر والبر - ثم سارا إلى الحُدَيدة سيراً على الأقدام فصاما شهر رمضان فيها ثم غادرا إلى السعودية فمرا بصامطة وأبي عريش حتى حصلا على إذن الدخول إلى مكة وكان هذا سيراً على الأقدام . وفي اليمن حذرهما بعض الشيوخ فيها من الدعوة السلفية التي يطلقون عليها الوهابية.
ب- طلبه للعلم في السعودية :
بعد أداء الشيخ فريضة الحج عام 1369هـ بدأ / طلبه للعلم بالمسجد الحرام في حلقات العلم المبثوثة في رحابه , واستفاد من فضيلة الشيخ عبد الرزاق حمزة / , وفضيلة الشيخ عبد الحق الهاشمي / , وفضيلة الشيخ محمد عبد الله الصومالي وغيرهم . وفي مكة تعرَّف على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز / وصَحِبهُ في سفره إلى الرياض لما افتُتح المعهد العلمي وكان ذلك في أوائل السبعينيات الهجرية. وممن زامله في دراسته الثانوية بالمعهد العلمي فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العبَّاد , وفضيلة الشيخ علي بن مهنا القاضي بالمحكمة الشرعية الكبرى بالمدينة سابقاً ، كما أنه لازم حِلَق العلم المنتشرة في الرياض . فقد استفاد و تأثر بسماحة المفتي العلاَّمة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ / . كما كان ملازماً لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي / ، كما لازم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز / , فنهل من علمهِ الجم وخُلُقهِ الكريم ، كما أخذ العلم بالرياض على فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي / ، وفضيلة الشيخ العلاَّمة المحدِّث حماد الأنصاري / , وتأثر المُتَرجم له بالشيخ عبد الرزاق عفيفي كثيراً حتى في أسلوب تدريسه . كما استفاد وتأثر بفضيلة الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي / , حيث كانت بينهما مراسلات ، علماً بأن المُتَرجم له لم يدرس على الشيخ السعدي . كما تعلم على فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد خليل هراس / , وكان متأثراً به أيضاً. كما استفاد من فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي /.
فصل في مؤهلاته العـلمية
1- حصل على الثانوية من المعهد العلمي بالرياض .
2- ثم انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380هـ .
3- ثم معادلة الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب عام 1974م .
4- ثم الدكتوراه من دار العلوم بالقاهرة .
فصل في مكانته العلمية وثناء العلماء عليه
لقد كان للشيخ / مكانته العلمية عند أهل العلم والفضل ، فقد ذكروه بالجميل وكان محل ثقتهم ، بل بلغت الثقة بعلمه وعقيدته أنه عندما كان طالباً في الرياض ورأى شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز / نجابته وحرصه على العلم قدَّمه إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم / حيث تم التعاقد معه للتدريس بمعهد صامطة العلمي بمنطقة جازان .
و أيضاً مما يدل على الثقة بعلمه وعقيدته ومكانته عند أهل العلم أنه عند افتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة انتدب للتدريس فيها بعد وقوع اختيار سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز / عليه ، ومعلوم أن الجامعة الإسلامية أنشئت لنشر العقيدة السلفية وقد أوكلت الجامعة تدريس هذه العقيدة على فضيلة المترجم له بالمعهد الثانوي ثم بكلية الشريعة ثقة بعقيدته وعلمه ومنهجه / ، وذلك ليسهم في تحقيق في تحقيق أهداف الجامعة .
ثناء أهــل العلم عليــه
الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز
قال / في كتاب رقم ( 64 ) في 9/1418هـ ، ما نصّه :
( معروف لدي بالعلم والفضل وحسن العقيدة ، والنشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع والخرافات ، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وأصلح ذريته وجمعنا وإياكم وإياه في دار كرامته إنه سميع قريب ) .
وسئل / عن موقفه من الشيخ ، فقال :
( ... بخصوص صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن علي آمان الجامي ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي كلاهما من أهل السنَّة ، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة . قد توفي الشيخ محمد آمان / في ليلة الخميس 27 شعبان من هذا العام ، فأوصي بالاستفادة من كتبهما . وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ) .
وقال / :
( النصيحة لكل أحد ، لكن أخبركم أن الشيخ ربيع من أهل السنَّة والجماعة ، وهكذا محمد آمان / ، هكذا الشيخ علي ناصر الفقهي ، الشيخ فالح ، وجماعة من أهل المدينة المعروفون من أهل السنَّة والجماعـة ) .( )
وسُئِلَ أيضا ما نصّه :
( سؤال : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذا لقاء مع سماحة والدنا الإمام العلامة المحدث الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -حفظه الله- بمكّة في صبيحة الخميس الموافق لـ : 3 شهر شعبان عام 1412 هجري ، مع بعض طلبة العلم من مدينة جدَّة ، السؤال الأول : يقول السائل : سمعنا يا الشيخ لبعض طلبة العلم تفسيراً لبيانكم الذي صدر مؤخرا ونُشِر عبر وسائل الإعلام ، جاء في هذ التفسير أن هذا البيان كان موجهًا إلى بعض علماء ومشايخ المدينة النبوية ويخصّصون بذلك الشيخ محمد آمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي ، والشيخ صالح السحيمي ، والشيخ صالح العبود ، والشيخ فالح الحربي ، والشيخ محمد بن هادي وغيرهم من طلبة العلم الذين لهم نشاط في جدَّة ، فما هو رأي سماحتكم في هذه التفسيرات ؟ ، وهل فعلا هؤلاء المشايخ هم المقصودون بالبيان ؟ ، وجزاكم الله خيرا .
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، أما بعد :
قد وضّحنا غير مرَّة أن بياننا لم نقصد به أحد معيَّن ، وإنَّما أردنا النصيحة للجميع في داخل البلاد وخارجها ، والأسماء التي ذكرتم هم من خواص إخواننا ومن علماء السنَّة ومن المعروفين لدينا بالاستقامة وحسن السيرة وحسن العقيدة والدعوة إلى الله عز وجل ، وليسوا هم المقصودين ولا غيرهم ، المقصود جميع أهل العلم الذين قد يتكلم بعضهم في بعض ، نصيحتنا أن لا يتكلم بعضهم في بعض بما يسبب الفرقة والاختلاف والشحناء ، وإذا أراد الرد على أحد منهم في خطأ ما يقول وقع في بعض كلام الناس كذا وفي بعض كلام الإخوان كذا والصواب كذا ، إذا كان هناك حاجة وضرورة إلى البيان ، هذا هو مقصودنا وليس المقصود فلان أو فلان ، المقصود جميع إخواننا في الداخل والخارج أن الواجب عليهم أن يكونوا متناصحين بالمشافهة فيما بينهم والمكاتبة فيما بينهم من دون تشهير وعيوب مباشرة تسبب الشحناء والعداوة .( )
سؤال : جزاكم الله خيرا ، يقول السائل : سماحة الشيخ ما رأيكم في هؤلاء المشايخ الذين ذُكِرت أسماؤهم آنافا ؟ ، وهل تنصحون الشباب وطلبة العلم بالإستفادة منهم حيث أنهم يُدرِّسون كتب العقيدة السلفية وغيرها من كتب الشريعة ، خاصَّة خاصة أن بعض الدعاة والخطباء يصفهم بأنهم مجاهيل ؟ .
الجواب : قد بيَّنا رأينا عليهم وأنهم من خواص إخواننا ، ومن علماء السنَّة ، وأنصح بالأخذ عنهم ) .( )
وسُئِلَ أيضا / عن مراده بالبيان الصادر في تاريخ : 28/7/1412هجري فأجاب بِمَا يلي :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، أما بعد :
فالبيان الذي صدر منَّا المقصود منه دعوة الجميع ، جميع الدعاة والعلماء إلى النقد البنَّاء وعدم التعرض للترجيح لإخوانهم الدعاة .
وليس المقصود إخواننا في المدينة من طلبة العلم والمدرّسين والدعاة ، وليس المقصود غيرهم في مكة أو الرياض أو في جُدة ، وإنما المقصود العموم ، وإخواننا المشايخ المعروفون في المدينة ليس عندنا فيهم شك ، هم أهل العقيدة الطيبة ومن أهل السنّة والجماعة مثل الشيخ محمد أمان بن علي ، ومثل الشيخ ربيع بن هادي ، ومثل الشيخ صالح بن سعد السحيمي ، ومثل الشيخ فالح بن نافع ، ومثل الشيخ محمد بن هادي ، كلهم معروفون لدينا بالاستقامة والعلم والعقيدة الطيبة نسأل الله لهم المزيد من كل خير وفضل والتوفيق لما يرضيه .
ولكن دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر هم الذين يشوشون على الناس ويتكلمون في هذه الأشياء ويقولون المراد كذا والمراد كذا ، وهذا ليس بجيد الواجب حمل الكلام على أحسن المحامل وأن المقصود التعاون على البر والتقوى وصفاء القلوب والحذر من الغيبة التي تسبب الشحناء والعداوة ، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية ) .( )
الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان
قال -حفظه الله- في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ ما نصّه :
( الشيخ محمد أمان كما عرفته : إن المتعلمين وحملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون ولكن قليل منهم من يستفيد من علمه ويُستفاد منه ، والشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخروا علمهم وجهدهم في نفع المسلمين وتوجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية وتجواله في المملكة لإلقاء الدروس والمحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد وينشر العقيدة الصحيحة ويوجه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذرهم من المبادئ الهدامة الدعوات المضللة . ومن لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة وأشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير ونفع كثير .
وما زال مواصلاً عمله في الخير حتى توفاه الله . وقد ترك من بعده علماً ينتفع به متمثلاً في تلاميذه و فيكتبه ، / رحمة واسعة وغفر له وجزاه عما علم وعمل خير الجزاء . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ).
وسئل أيضا ما نصّه :
( سؤال : أرجو أن تبـين لنا القول في علماء المدينة ، وأعني بهم من يُدعَون السلفيين ؟ ، أهم على صواب فيما يفعلون ؟ ، أوضح لنا يا شيخ الحق في هذه المسألة ؟ .
الجواب : أنا ودّنا تـتركوننا مـن هذه الأشياء ، أنا ودِّي تتركوننا من التعيـين ، تعيين المدينة وتعيين فلان وفلان .
أهل الـمدينة كما سميتموهم أن ما أعرف عنهم إلا الخير وأنهم طلبة علم ، وأنهم أرادوا أن يبِّنوا للناس الأخطاء التي وقع فيها المؤلفين أو بعض الأشخاص من أجل النصيحة للناس وما كذبوا على أحد كما ذكرتُ لك ، ينقلون الكلام بنصِّه : الصفحة والجزء والسطر ، ارجعوا إلى ما نَـقلوه فإن كانوا كاذبين بيِّنوا لنا -جزاكم الله خيراً- ، نحن ما نرضى بالكذب ، راجعوا كتبهم ، انقدوها ، هاتوا لي نقل واحد كذبوا فيه أو قصَّروا فيه وأنا معكم على هذا ، أمَّـا أن نقول للناس أسكتوا اتركوا الباطل لا تردون عليه ولا تبينون هذا ما هو صحيح ، هذا كتمان ، الله جل وعلا يقول : + وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ _( ) ، قال تعالى : + إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ _( ) .
نحن نرى الأخطاء ونرى الدعايات ونسكت ونترك الناس يهيمون ! لا ، هذا ما يجوز أبداً ، لازم أن نبـيِّن الحق من الباطل ، رضي من رضي وسخط من سخط ) .( )
الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
قال -حفظه الله تعالى- :
( .. وأما الشيخ محمد آمان / فما علمت منه إلا رجلاً مؤمناً موحداً سلفياً فقيهاً في دينه متمكناً من علوم العقيدة.
ما رأيت أجود منه في عرض العقيدة ، إذ كان الرجل قد درسنا في المرحلة الثانوية ، درسنا " الواسطية والحموية " ؛ فما رأينا أجود منه وأفضل ، ولا أكبر على تفهيم طلابه من هذا الرجل / .
وعرفناه بحسن الأخلاق والتواضع والوقار ، يُتعلَّم –والله- منه هذه الأخلاق .
ونسأل الله أن يرفع درجاته في الجنة بما خاض فيه وطعن فيه أهل الأهواء.
وأخيراً ، الرجل مات وهو يوصي بالتمسك بالعقيدة ، ويوصي العلماء بالحفاوة بها والاعتناء بها ؛ هذا دليل صدقه -إن شاء الله- في إيمانه ، ودليل على حسن خاتمته / ، وتغمدنا وإياه برحمته ورضوانه ) .
الشيخ الإمام عبد المحسن العباد - البدر المدرس بالمسجد النبوي
قال -حفظه الله تعالى- ما يلي :
( عرفت الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في المرحلة الجامعية .
عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه ، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف ، والتحذير من البدع وذلك في دروسه و محاضراته وكتاباته غفر الله له ورحمه وأجزل له المثوبة ) .
الشيخ محمد بن علي بن محمد ثاني - المدرس بالمسجد النبوي :
قَالَ / في كتابه المؤرخ في 4/1/1417هـ ، ما نصّه :
( وفضيلته عالم سلفي من الطراز الأول في التفاني في الدعوة الإسلامية ، وله نشاط في المحاضرات في المساجد والندوات العلمية في الداخل والخارج ، وله مؤلفات في العقيدة وغيرها ، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأجزل له الأجر في الآخرة إنه سميع مجيب ) .
الشيخ الداعية محمد عبد الوهاب مرزوق البنا
قـال -حفظه الله- ما نصّه :
( ولقد كان / على خير ما نحب من حسن الخلق وسلامة العقيدة وطيب العشرة ، أسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنته ويجمعنا جميعاً إخواناً على سرر متقابلين ) .
الشيخ عمر بن محمد فلاته - المدرس بالمسجد النبوي ومدير شعبة دار الحديث
قـال / في كتابه المؤرخ في 8/2/1417هـ ما نصّه :
( وبالجملة فلقد كان / صادق اللهجة عظيم الانتماء لمذهب أهل السنَّة ، قوي الإرادة داعياً إلى الله بقوله وعمله ولسانه ، عف اللسان قوي البيان سريع الغضب عند انتهاك حرمات الله ، تتحدث عنه مجالسه في المسجد النبوي الشريف التي أداها وقام بها وتآليفه التي نشرها ورحلاته التي قام بها ، ولقد رافقته في السفر فكان نعم الصديق ورافق هو فضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي / صاحب " أضواء البيان " وغيره -فكان له أيضاً نِعمَ الرفيق- والسفر هو الذي يظهر الرجال على حقيقتهم .
لا يجامل ولا ينافق ولا يماري ولا يجادل ، إن كان معه الدليل صدع به ، وإن ظهر له خلاف ما هو عليه قال به ورجع إليه وهذا هو دأب المؤمنين كما قال الله تعالى في كتابه : + إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله … _ الآية .
وأشهِد الله تعالى أنه / قد أدى كثيراً مما عليه من خدمة الدين ، ونشر لسنّة سيّد المرسلين . ولقد صادف كثيراً من الأذى وكثيراً من الكيد والمكر فلم ينثن ولم يفزع حتى لقي الله ، وكان آخر كلامه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ) .
الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله العبود - معالي مدير الجامعة الإسلامية
قال في كتابه المؤرخ في 15/4/1417هـ ، ما نصّه :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العامين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد رغب مني الأخ الشيخ مصطفى بن عبد القادر أن أكتب عن الشيخ محمد أمان الجامي / شيئاً مما أعرفه عنه من المحاسن لتكون من بعده في الآخرين فأجبته بهذه الأحرف اليسيرة على الرغم من أنني لم أكن من تلامذته ولا من أصحابه الملازمين له طويلي ملاقاته ومخالطته ، ولكن صار بيني وبينه / لقاءات استفدت منها ، وتم من خلالها التعارف وانعقاد المحبة بيننا في الله تعالى وتوثيق التوافق على منهج السلف الصالح في العقيدة والرد على المخالفين . فمن ذلك أنه في عام خمسة وتسعين وثلاثمائة وألف من هجرة المصطفى ص كانت بيننا وبين أناس من خارج هذه البلاد ممن ابتلينا بهم خلافات في العقيدة والمنهج ، يريدون معارضتنا في عقيدتنا الإسلامية وسياسة حكومتنا الراشدة ، فكتبت إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وغيره من علماء الدعوة في بلادنا أشكو من بعض هذه الأمور ، فلقيت الشيخ محمد أمان في مكة بدار الحديث وأطلعته على ما كتبت أستشيره وأستطلع رأيه ، فشد من عزمي وشرح لي بكلمة موجزة معنى المرجعية الصحيحة وقال : إن هؤلاء العلماء في بلادنا من علماء الدعوة إلى الله هم المرجع الذين يؤخذ عنهم الاعتقاد فينبغي ألا نتردد في الرفع لهم عن كل مخالفة تحدث وينبغي أن نقول لهم أنتم مرجعنا في مثل هذه المسائل العقدية فإذا لم نجدكم أو لم تحتملونا فقدناكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وافترقنا وأنا أحمل هذه الروح فكان لها تأثير بأمر الله جيد ، وفهمت فهماً راسخاً كيف ينبغي أن نحافظ على سلسلة مرجعيتنا وألا نلتفت إلى أولئك الأجانب مهما تظاهروا به من التزيي بالعلم و لباس العلماء ، وأقصد بالأجانب الأجانب عن عقيدة السلف الصالح ممن تلقوا ثقافتهم وتشبعت أفكارهم بمنطق اليونان وفلسفة الفلاسفة البعيدين عن الوحي الإلهي بقسميه الكتاب والسنَّة ، المغرورين بآرائهم وعقولهم المختلطة وشبهاتهم المنحرفة والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
رحم الله الشيخ محمد أمان وأسكنه فسيح جناته وألحقنا وإياه بالصاحين من أمّة محمد سيد المرسلين ص وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ) .
الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن حمود الوائلي - المدرس بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية ووكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي
قـال –حفظه الله- في كتابه المؤرخ في 29/5/1417هـ ، ما نصّه :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، ما أعرفه عن فضيلة الشيخ محمد أمان بن علي الجامي / ، -لقد طلب مني أحد تلاميذي- وهو من أخص تلاميذ الشيخ محمد أمان الجامي المتأخرين -أن أكتب شيئاً مما أعرفه عن شيخه وشيخنا الشيخ محمد أمان / لأنه بصدد إخراج كتيب عن حياة فضيلته فأقول وبالله التوفيق :
بدأت معرفتي بالشيخ / عام 1381هـ عندما قامت هذه الدولة السعودية الكريمة حفظها الله بإنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في العام المذكور وكان / من أوائل المدرسين بها وكنت أحد طلابها ، كان / من بين عدد من المشايخ الذين يولون طلابهم عناية خاصة لا تقف عند علاقة المدرس بتلميذه في الفصل وكان في عامة دروسه يعني عناية عظيمة بعقيدة السلف الصالح ن لا يترك مناسبة تمر دون أن يبين فيها مكانة هذه العقيدة ، لا فرق في ذلك بين دروس العقيدة وغيرها .
وهو حين يتحدث عن عقيدة السلف الصالح ويسعى في غرسها في نفوس أبنائه الطلاب الذين جاء أكثرهم من كل فج عميق ، إنما يتحدث بلسان خبير بتلك العقيدة ، لأنه ذاق حلاوتها وسبر غورها حتى إن السامع المشاهد له وهو يتكلم عنها ليحس أن قلبه ينضح حباً و تعلقاً بها ، وكانت له رحلات في مجالي الدعوة و التعليم خارج المملكة ، لا يدع مناسبة تجئ أو فرصة تمر دون أن يبيّن فيها سمو هذه العقيدة وصفاءها ورحابتها بياناً شافياً . وأن القارئ ليلمس صدق دعوته في كتبه ورسائله التي ألفها . وقد حضرت مناقشة رسالته في مرحلة الدكتوراه في دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة بمصر وكان يسعى في عامة مباحثها إلى بيان صفاء عقيدة السلف الصالح وسلامة منهجها وتجلت شخصيته العلمية في قدرته -أثناء المناقشة- على كشف زيف كل منهج خرج عن عقيدة السلف وبطلان كل دعوة صوبت نحو دعاتها المخلصين الذين أفنوا أعمارهم في خدمتها والوقوف عندها والدعوة إليها ودحض كل مقالة أو شبهة يحاول أهل الباطل النيل بها من هذه العقيدة .
وخلاصة القول : إن فضيلته / كان شديد الحب لعقيدة السلف الصالح ، مخلصاً في الدعوة إليها ، متفانياً في الدفاع عنها ، لا يمنعه من أن يقول الحق في ذلك اعتراض معترض أو مقاطعة مخالف ، / وغفر لنا وله ) .
الشيخ محمد السبيل
سئل فضيلته -حفظه الله تعالى- عن كتب وأشرطة الشيخ محمد آمان ، وهل له –السائل- أن يستفيد منها . وما قوله فيمن يقول عنها أنها تثير الفتنة.
فـقال :
( .. نعوذ بالله ، نعوذ بالله ، هؤلاء ( الشيخ محمد آمان والشيخ ربيع المدخلي ) يدعون إلى السنَّة ، إلى التمسك بالسنَّة ، ولكن لا يتكلم في هؤلاء إلا إنسان صاحب هوى ، وأكثر ما يتكلم في هؤلاء من الأحزاب الذين ينتمون إلى حزب من الأحزاب ؛ هم ( الشيخ أبو أحمد والشيخ أبو محمد ) ينكرون هذه الأشياء.
أما بالنسبة إلى الشيخين ، فهم معروفين بالتمسك بالسنَّة وعقائدهم سلفية وهم من أحسن الناس .. ) .
الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - المدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
قـال -حفظه الله- ما نصّه :
( فإن فضيلة الشيخ محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى رحمة واسعة كان فيما علمت من أشد المدافعين عن عقيدة السلف الصالح -رحمهم الله تعالى- جميعاً الداعين إليها ، الذابين عنها في الكتب و المحاضرات والندوات .
وكان شديداً في الإنكار على من خالف عقيدة السلف الصالح ، وكأنما قد نذر حياته لهذه العقيدة تعلماً وتعليماً وتدريساً ودعوة ، وكان يدرك أهمية هذه العقيدة في حياة الإنسان و صلاحها .
كما كان يدرك خطورة البدع المخالفة لهذه العقيدة على حياة الفرد والمجتمع ، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وغفر له ولجميع المسلمين ، آمين يا رب العالمين ) .
مما سبق من كلام أهل العلم والفضل عن الشيخ محمد أمان الجامي / تظهر مكانته العلمية وجهوده وجهاده في الدعوة إلى الله تعالى منذ ما يقرب من أربعين عاماً ، وصلته الوثيقة بالعلماء ، واهتمامه / وعنايته بتقرير وبيان العقيدة السلفية والرد على المبتدعة المتنكبين صراط السلف الصالح ودحض شبههم الغوية ، حتى يكاد يرحمه الله تعالى لا يعرف إلا بالعقيدة وذلك لعنايته بها . هذا وكانت له مشاركة في علم التفسير والفقه مع المعرفة التامة باللغة العربية.
فصل في ذكر بعض مؤلفاته
1- ( الصفات الإلهية في الكتاب والسنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنـزيه ) : وهو من أنفع كتبه / ، وهو من مطبوعات المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، ط1 - سنة 1408هـ .
2- ( منـزلة السنَّة في التشريع الإسلامي ) ، دار حراء للكتب القاهرة / ط1 – سنة 1409هـ .
3- ( مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنَّة ) ، الناشر دار ابن رجب / ط1 ، سنة 1414هـ .
4- ( العقيدة الإسلامية وتاريخها ) ، دار ابن رجب / ط1 - سنة 1414هـ : وهذا الكتاب الرائع الذي فرغَ منه الشيخ / 7/7/1409هـ ، تحدث عن تعريف العقيدة والطالب الإلهية ، ثم تاريخ العقيدة الإسلامية ، ثم ظهور الفرق ، وتحدَّث عن الخوارج وقصتهم والقدرية وموقف الصحابة منهم ، والشيعة ، والجهمية ، والمعتزلة وأصولهم الخمسة ، وتحدث عن محنة الإمام أحمد / مع المعتزلة ، ثم أكمل الفرق بالقرامطة والأشعرية الكلابية ، ثم تحدث عن كسر الجمود وظهور الشيخ المجدد ابن تيمية / ، ثم عن استمرار الدعوة والمعارضة حتى ظهور دعوة الشيخ الإمام محمد / ، ثم تحدث عن آثار هذه الدعوة وختم بها .
5- ( حقيقة الديموقراطية وأنها ليست من الإسلام ) ، دار ابن رجب / ط1 - سنة 1413هـ ، وقد طبعت قبل سنة 1413هـ بعنوان ( للجزيرة العربية خصوصية فلا تنبت الديموقراطية ) : وهي في الأصل محاضرة ألقاها سنة 1412هـ .
6- ( حقيقة الشورى في الإسلام ) ، دار ابن رجب / ط1 - سنة 1413هـ .
7- ( أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام ) ، المكتب الإسلامي / ط2- سنة 1399 هـ : ويحتوي هذا الكتاب عدة محاضرات وندوات في مواضيع في تقرير العقيدة السلفية أو عرض للدعوة في أفريقيا ، أو ذكر لمشاكل الدعوة والدعاة في العصر الحديث مع وضع الحلول المناسبة لتلك المشاكل ، أو رد على الصوفية .
طبعته الثالثة كانت عام 1403هـ ، المكتب الإسلامي .
وأما رسائـله فهي على الآتي :
أ- ( تصحيح المفاهيم في جوانب من العقيدة ) :
وهي على جزأين :
الأولى : تشمل تصحيح المفاهيم في جوانب من العبادة والصفات :
أ- العبادة .
ب- المتوسل .
ج- مبحث الصفات .
د- القرآن الكريم .
ثم أطال النفس في العبادة والتوسل .
الجزء الثاني : تحدث عن الأولياء وأقسامهم ، والأمور الخارقة للعادة على أيدي أولياء الشيطان والمفهوم الصحيح للشفاعة . والسنَّة النبوية والآحاد والتواتر ، والموقف السليم ؟! .
علماً أن المحاضرة الأولى قد أقيمت في الموسم الثقافي لعام 94-95هـ ، والثانية في الموسم الثقافي لعام 97-1398هـ .
وقد قدَّم لهذه الرسالة الشيخ إبراهيم إبراهيم هلال مدرس الدراسات الإسلامية بكلية البنات بجامعة عين الشمس .
ب- ( المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية ) :
وهي في الأصل محاضرة ألقاها في السودان سنة 1383هـ ورد فيها على الملحد محمود محمد طه ، وهي أيضا ضمن مطبوعات رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
ج- ( العقل والنقل عند ابن رشد ) :
يقول عنها الشيخ / : ( طُلب من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة( ) حضور مهرجان ابن رشد لتمثل المملكة العربية السعودية ، فطلبتْ إليّ الجامعة بدورها إعداد البحث للمهرجان وحضوره ممثلاً لها .
فاستعنت بالله الذي من استعان به أُعين ، فأعدد هذا البحث المتواضع تحت عنوانها (العقل والنقل عند ابن رشد ... ) .
25/7/1397 هـ
محمد أمان بن علي / عميد كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية .
د- ( طريقة الإسلام في التربية ) :
ولقد ألقيت في الندوة الإسلامية العالمية في التربية ، بكلية بايرو الجماعية( ) كانوا بنيجريا من 27 ديسمبر 1976م إلى 2 يناير 1977م .
وتحدث فيها عن الروح ، وطريقة الإسلام في تربية الروح ، والوسائل التي استعملها الإسلام في عقد الصلة بين الإنسان وربه ، وطريقة الإسلام في تربية الجسم ، وختمها بالاقتراحات .
هـ- ( مشاكل الدعوة والدعاة في العصر الحديث ) :
وهي محاضرة قيمة .
و- ( الإسلام في أفريقيا عبر التاريخ ) :
وقد طبعت في رسالة مستقلة عام 1396هـ وقدَّم لها د/ إبراهيم هلال .
تحدث عن أدوار الدعوة :
الدور الأول : الصحابة والتابعين .
الدور الثاني : على يد التجار والصوفية ما لهُ وما عليه .
الدور الثالث : دور التصحيح والرؤية المستقبلية .
فصل في ذكر بعض تلاميذه
رجل هذه مكانته عند ذوي العلم ، وهذه جهوده في الدعوة إلى الله تعالى وحبه لهذه العقيدة السلفية الخالدة التي أوذي في سبيل نشرها وتقريرها في نفوس المسلمين ، سواء في داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها يصعب حصر طلبته وتلاميذه سواء من درس عليه في جازان أو المدينة النبوية أو باكستان أو في أفريقيا أو غيرها أو من خلال دروسه بالمسجد النبوي الشريف أو مساجد جدة أو في المنطقة الشرقية ولكنني سوف أذكر أسماء بعض طلبته :
1- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور المحدث السلفي الذاب عن السنَّة قامع البدعة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله- .
2- فضيلة الشيخ العلامة زيد بن هادي مدخلي -حفظه الله تعالى- .
3- فضيلة الدكتور علي بن ناصر فقيهي المدرس بالمسجد النبوي -حفظه الله تعالى- .
4- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن حمود الوائلي المدرس بالمسجد النبوي ووكيل الجامعة الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي -حفظه الله- .
5- فضيلة الشيخ المحدث عبد القادر بن حبيب الله السندي / .
6- فضيلة الأستاذ الدكتور صالح بن سعد السحيمي المدرس بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية -حفظه الله تعالى- .
7- فضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء -وفقه الله- .
8- فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي المدرس بالمعهد الثانوي في الجامعة الإسلامية -حفظه الله تعالى- .
9- فضيلة الدكتور صالح الرفاعي الباحث بمركز خدمة السنَّة والسيرة النبوية وصاحب كتاب ( الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ) -حفظه الله تعالى- .
10- فضيلة الدكتور فلاح إسماعيل المدرس بجامعة الكويت -حفظه لله تعالى- .
11- فضيلة الدكتور فلاح بن ثاني المدرس بجامعة الكويت -حفظه الله تعالى- .
12- فضيلة الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية -حفظه الله تعالى- .
وآخرين يصعب حصرهم .
فصلٌ في ذكر بعض أخلاقه الفاضلة
1- كان / ناصحاً : -فيما نحسب- لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . ويظهر ذلك بأدنى تأمل ، فقد نذر حياته في تقرير عقيدة السلف الصالح ، وذلك من خلال دروسه وتآليفه ومحاضراته وردوده على المخالفين للكتاب والسنَّة وكان عادلاً في رده على المخالف مجانباً للعصبية والهوى .
2- قلة مخالطته للناس : كان / معروفاً بقلة مخالطته للناس إلا في الخير ، فأغلب أوقاته وأيامه محفوظة ، وطريقته في ذلك معروفة إذ يخرج من البيت إلى العمل بالجامعة ثم يعود إلى البيت ثم إلى المسجد النبوي الشريف لإلقاء دروسه بعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء وبعد الفجر وهكذا إلى أن لازم الفراش بسبب اشتداد المرض .
3- عِفة لسانه : كان / عف اللسان لا يلمز ولا يطعن ولا يغتاب ، بل ولا يسمح لأحد أن يغتاب أحداً بحضرته ، ولا يسمح بنقل الكلام وعيوب الناس إليه ، وإذا وقع بعض طلبة العلم في خطأ طلب الشريط أو الكتاب فيسمع أو يقرأ ، فإذا ظهر له أنه خطأ قام بما يجب على مثله من النصيحة .
4- عفوه وحلمه : فبقدر ما واجه من الأذى والمحن والكيد والمكر , قابل من أساء إليه بالحلم والعفو . وقد كان يأتيه بعض من كان ينال من عرضه بالسب ، أو الطعن ، أو الافتراء ، فيستسمح منه فيقول / : أرجو الله تعالى ألا يدخل أحداً النار بسببي ، ويسامح من يتكلّم في عرضه ويقول : لا داعي لأن يأتي من يعتذر فإني قد عفوت عن الجميع ، ويطلب من جلسائه إبلاغ ذلك عنه .
5- عنايته وتعهده بطلبته : فقد كان / من الذين يولون طلابهم عناية خاصة لا تنتهي بانتهاء الدرس ، بل كان يحضر مناسباتهم ويسأل عن أحوالهم ، ويعالج بعض مشاكلهم الأسرية ، وبالجملة فلقد كان يبذل ماله وجاهه ووقته لمساعدة المحتاج منهم .
وكان هذا التصرف منه يترك أثراً بالغاً عند طلابه ، فرُزق بسبب ذلك المحبة الصادقة منهم . وقد شعروا بعد موته بفراغ في هذه الناحية .
والحق إن الشيخ / اجتمعت فيه خصالُ خيرٍ كثيرة ، وما تم نقله آنفاً عن أهل العلم كافٍ ، والله أعلم.
فصلٌ في عقيدته السلفية
في الحقيقة كنت متردداً في كتابة هذا الفصل وذلك لوضوح عقيدة الشيخ السلفية ومعرفة الخاص والعام بها ، ولكن لأنني أكتب فقد يقع هذا المكتوب في يدي من لا يعرف الشيخ ، وكذلك جرت العادة عند كتابة التراجم ذكر عقيدة المترجم له .
وإليك بعض ما يدل على عقيدته السلفية :
من خلال دروسه في جازان بالمعهد العلمي وفي الجامعة الإسلامية بمدينة النبي ص وبالمسجد النبوي الشريف ورحلاته الدعوية في الداخل والخارج حيث درس خلالها الكتب السلفية مثل:
1- شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز .
2- الواسطية .
3- الفتوى الحموية الكبرى .
4- التدمرية .
5- الإيمان .
6- ثلاثة الأصول .
7- فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد .
8- قرة عيون الموحدين .
9- الأصول الستة .
10- الواجبات المتحتمات .
11- القواعد المثلى .
12- تجريد التوحيد للمقريزي .
13- رده على أهل البدع كالأشاعرة والصوفية والشيعة الروافض وذلك في كتبه ومقالاته في المجلات العلمية وفي محاضراته ودروسه ، فانظر على سبيل المثال كتابه ( أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام ، ط2 المكتب الإسلامي / سنة 1399هـ ) .
14- وأيضا من خلال كلام أهل العلم السابق في بيان عقيدته السلفية .
فصل في مرضُه ومـوتُه
لقد اُبتلي في آخر عمره / بمرضٍ عُضال حتى ألزمه الفراش نحو عام فصبر واحتسب . وفي صبيحة يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان سنة 1416هـ أسلمَ روحه لبارئها ، فصُلي عليه بعد الظهر , ودُفن في بقيع الغرقد بالمدينة النبوية.
وشهد دفنه جمعٌ كبير من العلماء والقضاة وطلبة العلم وغيرهم . وبموته حصل نقص في العلماء العاملين , فنسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويخلف على المسلمين عدداً من العلماء العاملين ، آمين.
أشعار في قيلت في حق الشيخ
شعر الشيخ زيد بن هادي المدخلي
بكت عيـني و حق لها البكاء فنصف القرن في الإصلاح دوماً
و نصـر الحق تبذله احتساباً و كم واجهت من فكر خطيرٍ
فقمـت بنسفه حقاً و قسطاً و كم من شبهةٍ جالت فمالت
فقمت بدحضها صدقاً و عدلاً بكتك منابـر وبكـتك كتب
هـززت منابراً بالوعظ ذكرى رماك المغــرضون بكل سوءٍ
مــلئت قلوبنا يا شيخ حزناً رزايا الدهــر تترى كل حين
فصــبراً يا دعاة الحق صبراً وخصوا ذا الفـقيد بطيب قول
فأنتــم بالعدالة قد ذكرتم ألــظوا بالدعاء فقد سعدتم
ففضــل الله مدرارٌ رحيب و يا رباه ألهمنا اصــطباراً
وقال القـلب للجامي الدعاء لتهنأ ذخره نعـــم العطاء
و عنــد الله في ذاك الجزاء لنشر الشر يعقبـــه البلاء
فبان الحق و ارتفع اللــواء بأهل الجهل يحملهــا النداء
فزال الجهل و انكشف الغطاء فقيدَ الفضلِ شيمتـك الحياء
و نصح الخلق يصحبه الرجاء و حاشا القرم بـل ذاك ابتلاء
و عند الله يحتسب الــجزاء و كل الخلــق في هذا سواء
و سدوا الثغر أنتم أوليــاء دعاء خالصـــاً معه الثناء
سراة الجيل ليس بكم خفـاء بحسن النهج يصحبـه النقاء
و حزب الله بينهم الــولاء على المقدور إذ نفذ القـضاء
شعر الشيخ محمد بن هادي المدخلي
سـلام علـى أشيـاخ طيبة إنهم دعــاة هداة هم نجوم الدواجر
دعاة إلى الـرحمن يهـدون خلقه إلى الحق و التقوى و نور ا لبصائر
فأكرم بهم معشر بانت صدقـهم بنصرهـــم للحق بين العشائر
وأذكر بالتخصيص منهم مـحمداً أبا أحمد الجامــي شيخ الأكابر
هو العالم العلامة الصادق الـذي إذا ناب خطبٌ خـلته خير ناصر
مجالسه معمــورة لا تـجد فيها سوى كتب التوحيد رأس المفاخر
وكتب حديث المصطفى يدرسونها عليه و شيخي للهـدى خير ناشر
فهذا كتاب المنتقى خــير شاهدٍ على صدق ما قلت قـل للمكابر
أبا أحمد قد صـرت والله شوكة في عين الأعادي واللهى والحناجر
فضحت جماعات الضلال بأسرها فبانت مخازيها لبـــادٍ وحاضر
تحذِّرنا التبليــغ في كـل مجمع بإظهار ما عند الأولى من المخاطر
ولم تبــق للإخـوان من متعلق به يلبِّسون الحق عند المنــاظر
وسويت بالترب الترابي بعــدما أصيب به من فــوق جُلِّ المنابر
وأمــــا سرور القوم لا سر قبله فعريته حقا لـدى كل ناظر
وهتكت أستاره وكشفــتته فما اسطاع بعد اليوم أن يأتي بسـاتر
فمناهجه للأغبـــياء فضحته و بيَّنت ما فيه من السم غائــر
ومن بعد ما بينت قــام شيوخنا و أفتوا بحكم الشرع فيه للحـائر
فهذا ابن باز و ابن فوزان صرَّحوا بتحذيرهم من كتبه للمذاكــر
فجنَّ جنون القوم يا أشياخ بعدما أطحـت بأصنام لهم من المناخر
و لم يستطيعوا صــبرا بعد الذي جرى رؤوسهم قطعتها بالبواسر
بواسر حقا من كتاب وســـنّة إذا أُرسلت جزَّت كبرق الأعاصر
ترمي القوم معذورين انظر تشنجوا و ماجوا وهاجوا مثل هيج الأباعر
و لكنهم لم يستطيعوا إجــابة بعلم فمالوا للأذى والتشــاجر
يــظنون أن الشيخ لا أهل عنده يحوطونه من كل باغ وغــادر
فخــــابوا بما ظنوا و طاحوا بعصبة أسودٌ كالصقور الكواسر( )
خــاتمـة
في الختام .. أسأل الله تعالى أن يرحم برحمته الواسعة الشيخ العلامة محمد آمان بن علي الجامي ، وأن ييسر وينير طريق الهداية –السلفية- لخصومه . آمين.
وهذا جهد مقل أقدمه لكم دفاعا عن الشيخ / ، واعترافا وإقرارا لما قدمه للمنهج السلفي المبارك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قال أبو بكر بن عيّاش:
( أهل السنَّة يموتون ، ويحى ذكرهم ، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ) .